الأم المثالية في الغربية: ساندت زوجي في مرضه وربيت أبنائي حتى أصبحا أطباء

لم تكن الحياة سهلة على مدام هناء مكرم،  الأم المثالية بمحافظة الغربية لعام 2025، حيث وجدت نفسها في مواجهة تحديات صعبة بعد مرض زوجها ووفاته، لكنها قررت أن تكون السند والداعم لأبنائها حتى تحقيق حلمهم في أن يصبحوا أطباء، وهو الحلم الذي لطالما تمناه والدهم الراحل.

رحلة الكفاح والتحديات

تحدثت مدام هناء عن رحلتها، قائلة: "القصة بدأت عندما مرض زوجي، وبعد فترة أصيب بانفصال في الشبكية، وكان الأمر صعبًا للغاية، خاصة مع حاجته المستمرة إلى الرعاية والسفر للعلاج. كنت أقوم بمرافقته في رحلات العلاج، ثم أعود مسرعة لأتابع طلبات أبنائي وكلياتهم، لكنني كنت دومًا أقول إن الله يرى تعبي، وكان ذلك دافعي للاستمرار".

لم يكن الأمر سهلًا، حيث اضطرت مدام هناء، إلى لعب دور الأب والأم في آنٍ واحد، وتحملت مسؤولية تربية أبنائها وتعليمهم، حتى وصلوا إلى تحقيق الحلم الذي كان والدهم يتمناه لهم، معقبة: "كنت أساند أبنائي وأدعمهم طوال الوقت، وكان أملي أن أراهم يحققون حلم والدهم الراحل، والحمد لله، اليوم أصبح ابني طبيبًا وابنتي طبيبة، وهذا أكبر انتصار لي".

فرحة الأبناء بإنجاز والدتهم

وعن شعور الأبناء تجاه والدتهم، قال ابنها الدكتور كيرلس: "أنا فخور جدًا بوالدتي، فهي تستحق هذه المكانة وأكثر، لقد تحملت معنا كل الصعاب منذ أن جئنا من الصعيد إلى طنطا، وكانت دائمًا بجانبنا، حتى خلال مرض والدي لم تشعرنا بأي نقص، رغم الأوقات العصيبة التي مرت علينا".

وأضاف الدكتور كيرلس، أنه كتب عن فترة مرض والده لأنها كانت الأصعب عليهم جميعًا، لكنها كانت أيضًا شاهدة على قوة والدته وتفانيها من أجل أبنائها. وتابع قائلاً: "أحب أن أقول لها ألف مليون مبروك، فأنتِ تستحقين كل الخير والتقدير".

وأضافت هناء: “إن زوجي تعب سبع سنين، وكان شغال مساعد صيدلي، جئنا من المنيا لطنطا، وأصعب وقت مرضه كان بالفشل الكلوي؛ كنت بنزل معاه المستشفى للغسيل الكلوي، وارجع للأولاد، ماكنتش بنام، وبنتي كانت بتمتحن الثانوية العامة، ووالدها اتوفى أثناء الامتحانات، ده كان أصعب موقف في حياتي، وقولت لبنتي: لازم نفصل بين حزننا وتعب والدك وتعبي”.

مدام هناء مكرم، ليست مجرد أم عادية، بل نموذج للكفاح والإصرا، ورحلتها تؤكد أن الحب والتضحية قادران على تحقيق المستحيل.