"التسامح الديني وبناء الدول".. أوقاف مطروح تواصل فعاليات الأسبوع الثقافي

نظّمت مديرية أوقاف مطروح الليلة الثانية من أمسيات الأسبوع الثقافي، بالمسجد الكبير التابع لإدارة أوقاف شرق مطروح، ضمن الخطة وزارة الأوقاف المكثفة لتنشيط الدعوة، تحت رعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف الشيخ حسن محمد عبد البصير عرفة، مدير عام أوقاف مطروح.
التسامح الديني خلق إسلامي
شهدت الأمسية مشاركة الشيخ محمد مصطفى، مدير الدعوة بالمديرية، الذي ألقى محاضرة بعنوان: "التسامح الديني وأثره في بناء الدول"، بحضور الشيخ محمد الكمار، مسؤول الثقافة والإرشاد الديني، وكان في استقبالهما الشيخ علي حامد، إمام المسجد الكبير.
وأكد مدير الدعوة في كلمته أهمية التسامح الديني، بوصفه خُلقًا إسلاميًّا، وسلوكًا إنسانيًّا، ومبدأً حضاريًّا، ومنهجًا تتبعه الأمم المتقدمة في علاقاتها الدولية والاجتماعية، مستشهدًا بقول الله تعالى:
﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾ [الممتحنة: ٨].
وأشار إلى أن الإسلام دعا إلى الحوار والتعايش، ورفض الإكراه في الدين، كما في قوله تعالى:
﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: ٢٥٦].
وأوضح أن النبي ﷺ جسّد هذه المعاني السامية في سيرته، حيث عاش اليهود والنصارى في المدينة في أمن وسلام، ومن أبرز النماذج على ذلك وثيقة المدينة، التي كفلت الحقوق الدينية والمدنية لغير المسلمين.
من جهته، أشار الشيخ محمد الكمار إلى أن التسامح الديني يُؤصّل المودّة، ويُوطّد أواصر العلاقات بين الناس، ويُسهِم في استقرار المجتمعات وحفظ الدول، مؤكدًا أن البغضاء والتطرّف الديني من أسباب الصراعات والنزاعات، بينما يمثل التسامح طريقًا نحو الأمن والسلام.
واستشهد بقوله تعالى:
﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: ٣٤]، مؤكدًا أن التسامح هو السبيل الأمثل لبناء الأوطان وتماسك المجتمعات.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الفعاليات تأتي في إطار الدور الريادي الذي تضطلع به وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي، وتعزيز قيم الحوار والتعايش، وبث روح الانتماء والمواطنة بين جميع أبناء الوطن.