صلاح عبد العاطي: نتنياهو يعيد إشعال الحرب في غزة هربًا من فشل حكومته(فيديو)

أكد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، أن استئناف الحرب على قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي يهدف بشكل أساسي إلى تحويل الأنظار عن الأزمات السياسية الداخلية التي تواجه حكومة الاحتلال، وعلى رأسها الفشل في تمرير قانون الموازنة، مما يهدد بسقوط حكومة بنيامين نتنياهو.
ضغوط التحالف الحاكم
وأوضح عبد العاطي، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يتمكن من تأمين الأغلبية المطلوبة لتمرير قانون الموازنة، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لبقاء حكومته، خاصة في ظل رفض عضوين من الحكومة التصويت لصالح الموازنة.
وأشار إلى أن استئناف الحرب على غزة جاء كجزء من مناورة سياسية لكسب دعم اليمين المتطرف، وتحديدًا إيتمار بن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية"، الذي اشترط استئناف الحرب على غزة للانضمام مجددًا إلى الائتلاف الحاكم وتأمين ثلاثة مقاعد برلمانية حاسمة لتمرير الموازنة وإنقاذ الحكومة من الانهيار.
استقالة رئيس الشاباك
وأشار عبد العاطي إلى أن استئناف الحرب لا يقتصر فقط على حسابات التحالف السياسي، بل يأتي أيضًا في محاولة لصرف الأنظار عن استقالة رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، والتي أحدثت هزة كبيرة داخل المجتمع الإسرائيلي.
وتزامنت هذه الاستقالة مع تحقيق داخلي تم فتحه مؤخرًا في مكتب نتنياهو بشأن قضية "قطر جيت"، وهي القضية التي قد تحمل تداعيات خطيرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه.
وأوضح أن التحقيقات في قضية "قطر جيت" تتعلق بمزاعم حول تدخلات سياسية ومالية، والتي من المحتمل أن تؤثر على مستقبل نتنياهو السياسي، ما دفعه إلى افتعال أزمة جديدة عبر تصعيد العمليات العسكرية في غزة، بهدف إشغال الرأي العام الإسرائيلي وصرف الأنظار عن قضايا الفساد التي تلاحقه.
إخماد المعارضة إسرائيلية
وأضاف عبد العاطي أن استئناف الحرب على غزة يخدم أيضًا أهدافًا داخلية أخرى، حيث يسعى نتنياهو إلى إسكات أصوات المعارضة المتزايدة داخل إسرائيل، والتي كانت تستعد لإطلاق حركة عصيان مدني ضد سياسات الحكومة، بدءًا من يوم الأربعاء.
وأوضح أن المعارضة الإسرائيلية، إلى جانب عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، كانت تستعد لتصعيد الاحتجاجات ضد سياسات الحكومة، في ظل تزايد الضغوط الشعبية على نتنياهو بسبب إخفاقه في تحقيق نتائج ملموسة فيما يتعلق بملف الأسرى.

استراتيجية الحرب
وفي ختام حديثه، أكد عبد العاطي أن الحرب بالنسبة لنتنياهو لم تعد مجرد قضية أمنية، بل تحولت إلى أداة سياسية للبقاء في السلطة. فمن خلال إطالة أمد الحرب على غزة، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى توحيد المجتمع الإسرائيلي خلف قيادته، ومنع انشقاق التحالف الحاكم، وتأجيل أي تحركات داخلية قد تهدد بقاءه.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية، رغم أنها قد تمنح نتنياهو فرصة مؤقتة للبقاء في السلطة، فإنها قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد الإقليمي وتفاقم الانتقادات الدولية تجاه إسرائيل، في ظل تزايد المطالبات بوقف الحرب وإنهاء معاناة المدنيين في غزة.