عودة الحرب إلى غزة.. خبراء يحذرون من تفاقم الكارثة الإنسانية

انفجرت الأوضاع في غزة خلال الساعات الماضية، بعدما شنت إسرائيل ضربات جوية في كافة أنحاء القطاع، وتعهدت بتصعيد القوة العسكرية ضد حركة حماس، بعد رفض مقترحات وقت إطلاق النار والإفراج عن مزيد من الرهائن.
وبدأت إسرائيل في قصف مناطق متفرقة في غزة، الأمر الذي أسفر عن سقوط شهداء بينهم أطفال، بجانب عشرات المصابين، وأكد خبراء لـ"نيوز رووم"، أن إسرائيل ستستمر في التصعيد خلال الأيام المقبلة.
نتنياهو يضغط لتمرير الميزانية
وقال الدكتور محمد مجاهد الزيات، مستشار بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية: "إسرائيل تضع القضاء على حركة حماس الأولوية الأولى بالنسبة إليها، فيما تعتبر الإفراج عن الرهائن المحتجزين أولوية ثانية".
وأشار الزيات، إلى أن نتنياهو استأنف عمليات التصعيد في غزة، لرغبته في تمرير الميزانية، خاصة أن المتطرفين في الحكومة يضغطون عليه، ما أدى إلى انفجار الأوضاع خلال الساعات القليلة الماضية.
وشدد في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، على أنه لا يوجد تصعيد يمكن أن يحدث في غزة أسوأ من الوضع الحالي، فهناك 100 طائرة حربية فوق سماء غزة، معتقدًا أن تستمر الأوضاع مشتعلة.
ويحتاج نتنياهو، لتمريرة مشروع الميزانية قبل نهاية شهر مارس، حيث ينص القانون الإسرائيلي، على أن الحكومة تسقط بشكل تلقائي في حالة عدم نجاحها في المصادقة على قانون الميزانية في الوقت المحدد.

عودة إطلاق النار قرار متوقع
"عودة إطلاق النار في غزة قرار متوقع منذ مدة حيث منذ انتهاء المرحلة الأولى لتبادل الرهائن، 17 يناير الماضي، وبدء المرحلة الثانية، كان هناك شروط إسرائيلية وشروط مضادة من حماس، شروط إسرائيلية مستجدة"، هكذا علق المحلل العسكري اللبناني، العميد الركن المتقاعد يعرب صخر، على ما يحدث في فلسطين.
ولفت المحلل العسكري، إلى أن إسرائيل تستغل الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب التي تفتح لها المجال، وحماس لاتزال تتقيد بالأسس التي وضعت بالإدارة السابقة، مضيفًا: "هناك تناقض ما بين حماس ملتزمة بالأسس التي وضعتها إدارة بايدن، وإسرائيل تريد أن تجري العملية وفق النظرة الأمريكية الجديدة".

طلبات إسرائيل وحماس
وشدد يعرب، على أن هناك أمر آخر هام، وهو أن حكومة نتنياهو بين قوسين لا يهمها الرهائن، ما يهمها عودة الحرب، حيث إن نتيناهو وحكومته المتشددة يعيشون على الحرب بالمقابل اشتراطات حماس بعودة وضعها السياسي ونفوذها في غزة، وبالمقابل كذلك إيقاف إسرائيل للمساعدات منذ مدة كذلك على غزة كله يؤدي إلى تناقض في المواقف والتناقص في المواقف هذا يجر إلى عملية تجديد التوتر.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم": "ولكن فوجئنا أن التوتر شُن بشكل واسع وأسفر عن 350 شهيد غزاوي في ليلة واحد، وهذا ليس رقم قليل، إذا الأمور بالشروط الإسرائيلية والاشتراطات الحمساوية بالمقابل، استئناف المرحلة الثانية ومماطلة إسرائيل بذلك، لوقف المساعدات على غزة".
وتابع: "ومطالبات حماس بعودة المساعدات وتجديدها على عودتها السياسية وكذلك الناطقين باسمها بضرورة المحافظة على السلاح ولن نسلم السلاح إلى غيره من مواقف وأمور اجتمعت مع بعضها خدمت توجه نتيناهو باستئناف الحرب حيث كما قلنا هذه الحكومة تعيش على الحرب وإن لم تندلع في غزة تنتقل ينتقل التوتر إلى الضفة الغربية وكان هناك تحضير لذلك".

إسرائيل تسعى للقضاء على حمارس وإيران
ولفت إلى أن إسرائيل تستغل الظروف إلى أقصى الحدود والنجاحات التي حققتها إن كان في غزة أو في لبنان أو التغير المشهد السياسي في سوريا، مضيفًا: "كل ذلك تريد إضعاف ما أمكنها أذرع إيران في المنطقة تم القضاء تقريبًا على حزب الله تم القضاء تقريبًا على حماس الآن هناك محاولة لإنهاء النفود العسكري وحتى السياسي لحماس لكي تنتقل إسرائيل إلى مرحلة ثانية، وهي ضرب إيران".
وواصل: "وكل المؤشرات كذلك تقول إلى ذلك إنهاء النفوذ الإيرانية في المنطقة تمهيدًا لضرب إيران وخصوصًا أن الترسانة الأمريكية مفتوحة على مصراعيها لإسرائيل بكافة أنواع الأسلحة والقنابل الخارقة للتحصينات، ثلاث حملات طائرات الآن أتت إلى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الحاملة رومان في البحر الأحمر وما يجري في اليمن، كذلك مؤشر يؤكد كلامي أن الخط الدفاع ما قبل الأخيرة عن إيران وهو الحوثية يتم إنهائه تمهيدًا للانتقال الى خط الدفاع الأخير وهو الميليشيات العراقية إن لم تحل نفسها سوف تقوم أمريكا وإسرائيل بحلها على غرار خط الدفاع الأول وهو المتمثل بحزب الله الذي قاد انهار".

استئناف إسرائيل للعدوان على غزة يرتقي لجريمة حرب
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص في القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، أن استئناف إسرائيل للعمليات العسكرية ضد غزة يُعد انقلابًا على الجهود الدبلوماسية وانتهاكًا لقرارات الشرعية الدولية.
ولفت إلى أن سقوط أكثر من 34 شهيدًا بينهم 5 أطفال خلال الساعات الأولى من استئناف العدوان يؤكد رغبة إسرائيل في استهداف المدنيين بشكل ممنهج، في ممارسات ترتقي لجرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية تستوجب ملاحقة جنائية دولية، حيث تستخدم طائرات حربية للقصف العشوائي للمناطق السكنية.
وبشأن تبعات قرار إسرائيل باستئناف العدوان، يرى مهران، أن الأمر سيتسبب في تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، ويقوض جهود تقديم المساعدات الإنسانية، ويزيد من معاناة مليوني فلسطيني يواجهون ظروفًا لا إنسانية، مشددًا على أن هذا التصعيد المتعمد ينذر بموجة جديدة من الضحايا المدنيين والدمار الشامل.

مطالبات بتدخل مجلس الأمن
وطالب خبير القانون الدولي، مجلس الأمن بالتدخل الفوري لوقف العدوان وتفعيل دوره، وإلزام إسرائيل بالعودة إلى المسار التفاوضي، محذرًا من ان استمرار الصمت الدولي يشجع إسرائيل على المزيد من الانتهاكات ويقوض مصداقية النظام الدولي برمته.
كما طالب للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، بإصدار مذكرات توقيف فورية بحق المسؤولين الإسرائيليين، لارتكابهم جرائم الحرب الموثقة في غزة، مطالبًا في الوقت ذاته المجتمع الدولي والعربي بتدخل فوري وحاسم، واتخاذ إجراءات عملية تثبت أن القانون الدولي ليس حبرًا على ورق، خاصة أن حماية المدنيين في فلسطين مسئولية جماعية لا يمكن التنصل منها.
