«محمد فاضل»: تصوير فيلم «ناصر 56» كان أمامنا تحديًا عصبيًا| فيديو

كشف المخرج محمد فاضل عن كواليس فيلمه الشهير "ناصر 56"، متحدثًا عن أصعب المشاهد والتحديات الفنية والنفسية التي واجهته أثناء التصوير، وخاصة في المشاهد الجماهيرية الضخمة التي تطلبت تنسيقًا عالي المستوى، وتجهيزات دقيقة تفوق المعتاد في السينما المصرية.
خطاب المنشية.. 5 آلاف كومبارس
وأوضح محمد فاضل، خلال لقائه في برنامج "كلام في الثقافة" عبر قناة الوثائقية، أن مشهد خطاب المنشية كان الأكثر إجهادًا على المستوى الفني، حيث شارك فيه أكثر من خمسة آلاف كومبارس، ما تطلب تنسيقًا استثنائيًا، سواء في التحرك الجماهيري أو ضبط التفاعل اللحظي مع خطاب الزعيم.
وأشار محمد فاضل إلى أن عملية المونتاج استغرقت أسبوعًا كاملاً بسبب تعقيد اللقطات وكثرة الزوايا، لافتًا إلى أن كل تفصيلة تطلبت دقة شديدة حتى يظهر المشهد بالشكل التاريخي الملائم، ويحمل نفس قوة اللحظة التي ألقي فيها الخطاب الشهير.
مشهد قبة الأزهر
ولم يكن مشهد قبة الأزهر أقل صعوبة، بحسب محمد فاضل، موضحًا أن هذا المشهد تحديدًا احتاج إلى تعامل خاص نظرًا لأهمية موقع التصوير ورمزيته، إلى جانب الضغط النفسي الذي كان ملازمًا لفريق العمل طوال فترة التصوير.
وقال محمد فاضل إن الضغط العصبي كان مضاعفًا خلال المراحل الإنتاجية للفيلم، بسبب رغبة الجميع في الوصول إلى نتيجة تليق بتاريخ الزعيم جمال عبد الناصر، مشيرًا إلى أن الالتزام بالتفاصيل الدقيقة من حيث الديكور والملابس واللهجة ساهم في نجاح الفيلم على المستوى الفني والتاريخي.
ناصر وأثره الجماهيري
وفي حديثه عن مضمون الفيلم، أوضح محمد فاضل أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر امتلك قدرة فريدة على إعداد الجماهير نفسيًا قبل اتخاذ أي قرار مصيري، خاصة خلال عرض تفاصيل الواقع الاقتصادي الصعب الذي كانت تمر به البلاد في تلك المرحلة.
وأكد محمد فاضل أن عبد الناصر استغل الحس الشعبي بدقة وذكاء، مما مهد لإعلان تأميم قناة السويس بطريقة لاقت تأييدًا شعبيًا واسعًا، واصفًا اللحظة بأنها "تعبير نادر عن الانسجام بين الزعيم والجمهور"، حيث جاءت صيحات التأييد عفوية ومزلزلة فور صدور القرار التاريخي.

لحظة خالدة في الذاكرة
وأشار محمد فاضل إلى أن هذه اللحظة كانت نقطة محورية في الفيلم، وتم العمل عليها بعناية شديدة لتجسيد ذلك التلاحم الوطني، وهو ما ساعد على تحقيق مصداقية عالية في الأداء والإخراج، وجعل الفيلم واحدًا من أهم الأعمال الوطنية في تاريخ السينما المصرية.
وختم محمد فاضل حديثه بالتأكيد على أن تجربة "ناصر 56" كانت من أعمق التجارب المهنية والنفسية في مسيرته، لأنها لم تكن فقط عملاً فنيًا، بل تجسيدًا لفصل حاسم من التاريخ المصري الحديث.