عاجل

لا يراعي الفوارق..المفتي: الذكاء الاصطناعي يعمق إشكالية الفتوى العابرة للحدود

مفتي الجمهورية في
مفتي الجمهورية في حوار مع صحفي نيوز رووم

كيف تتعامل دار الإفتاء مع الفتوى العابرة للحدود؟، وهل يمكن أن يراعى الإفتاء عبر أدوات الذكاء الاصطناعي الفروق الثقافية والمذهبية؟، أسئلة توجهنا بها إلى الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية على خلفية الاستعداد للمؤتمر الدولي العاشر للأمانة العامة والمقرر الأسبوع المقبل.

وقال المفتي في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم إن الفتوى العابرة للحدود من أخطر ما نواجهه في الوقت الراهن، فالناس قد يتلقون فتوى من سياق فقهي مختلف، ويسقطونها على واقعهم، مما يحدث خللا كبيرا في التدين والتطبيق.

الذكاء الاصطناعي  يعمق إشكالية الفتوى العابرة للحدود

وتابع المفتي: الذكاء الاصطناعي يزيد من تعقيد هذه الإشكالية، لأن النظام الواحد قد ينتج إجابة لا تراعي الفوارق الثقافية والمذهبية، وهنا يأتي دور المؤسسات، ومنها الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تسعى إلى مناقشة القضية والوقوف على موطن الداء وربطه بسياقه المحلي، وهو ما نأمل الى الوصول له بالتعاون مع الشركاء وعلماء الدين والإفتاء وخبراء التقنية، من خلال النسخة العاشرة للمؤتمر العالمي المرتقب للأمانة العامة والذى يحمل عنوان "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي".

وأضاف: يعكس عنوان المؤتمر الدولي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، انشغالنا العميق بتحقيق تحول جذري في بنية المعرفة الدينية، وفي وظائف المفتي ومكانته وأدواته، وقد حددنا من خلال تصورنا للمؤتمر بوضوح مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي نسعى لتحقيقها، من أبرزها: 
تأصيل منهجي لمفهوم المفتي الرشيد العصري، عبر ربطه بالاجتهاد المؤسسي، والوعي المقاصدي، والقدرة على مخاطبة العصر، ووضع أطر علمية وأخلاقية واضحة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الإفتائي، من حيث التوظيف والتقنين والرقابة.


وكذلك إبراز أهمية بناء عقل إفتائي رقمي جماعي، يتجاوز الاجتهاد الفردي المحدود، ويتكامل مع الخبرات المؤسسية العالمية، وتوفير منصة لتبادل التجارب الناجحة بين دور وهيئات الإفتاء في مختلف دول العالم، خاصة فيما يتعلق بتدريب المفتين وتأهيلهم تقنيًا وشرعي، إضافة إلى إطلاق حوار عالمي حول مستقبل الفتوى ووظائفها في ظل التحولات الرقمية، والنوازل المتجددة، وحالة السيولة الفكرية التي يعيشها كثير من المجتمعات.
وهذه الأهداف لا تنفصل عن الرؤية الكبرى لدار الإفتاء المصرية، التي تؤمن بأننا بحاجة إلى مفتي يجيد فن التأصيل وفهم التحول، ويجمع بين فقه النص، وفقه العصر، وفقه الوسيط، في آنٍ واحد، ولذلك، فإن هذا المؤتمر لا يعد فقط مناسبة علمية، بل هو إعلان مؤسسي عن دخول الإفتاء مرحلة جديدة من الوعي الرقمي، والاجتهاد المقاصدي، والتواصل العالمي الرشيد.

تم نسخ الرابط