عاجل

أحلام.. قصة كفاح أم مثالية من سوهاج بعد رحيل زوجها

الفائزة بلقب الأم
الفائزة بلقب الأم المثالية بسوهاج وابنتها الكبرى

تمثل الأم في كل مكان ووقت رمزًا للعطاء، وتعتبر نفسها منذ وقت أن تتزوج وترزق الأبناء أنها خلقت من أجل هؤلاء الأبناء صغيرهم وكبيرهم بعيدهم وقريبهم غائبهم وحاضرهم، ولا سيما إن تركها الزوج بسبب الموت أو السفر وغاب عن مشاركتها في تربية الأبناء، حينها تضع هذه الأم نصب عينيها هدفا جلل وهو أن تصل بهؤلاء الأبناء إلى بر الأمان ومحطات الطمأنينة دون تقصير أو كلل أو ملل من هذه المسئولية الكبيرة والتي يمكن أن يصل حد وصفها إلى أنها مسؤلية عظيمة صنعت على أيادي سيدات وأمهات أيضًا عظيمات.

ففي محافظة سوهاج فازت أحلام صابر عبدالحليم 59 عامًا، حاصلة على بكالوريوس التعاون والإرشاد الزراعي وتعمل مديرًا للإدارة الزراعية بطهطا، أرملة منذ 20 عامًا، مقيمة بمدينة طهطا، بلقب الأم المثالية على مستوى المحافظة لعام 2025.

وكانت تزوجت الأم المثالية عام 1991 وكانت حينها تبلغ من العمر 25 عامًا، من حسين محمود، معلم بالأزهر الشريف، واستمرت الحياة الزوجية 7 سنوات في استقرار أنجبت خلالها ولد وبنت، ثم توفى الزوج في حادث اليم عام 1998 وذلك أثناء عودته رفقة والده ووالدته وشقيقه الأكبر على طريق سفاجا أمام مركز دار السلام بمحافظة سوهاج، إذا كان والديه يؤديان مناسك العمرة ولقو مصرعهم جميعا في حادث سيارة كانوا يستقلونها.

تقول الأم المثالية بمحافظة سوهاج لعام 2025، عقب وفاة زوجي وجدت نفسي مسئولة عن أولادي وكان حينها بنتي الكبرى " أية"  عمرها 8 سنوات،  والثاني "الأمير" 6 سنوات،  وكنت حامل في الشهر الخامس في بنتي الصغرى، ولم أرى أمامي سواهم وتحمل مسئوليتهم على أكمل وجه، وبخاصة بعد حدوث مشاكل على الميراث مع أهل زوجي، وعدت عقبها إلى منزل والدي واستقريت معهم مدة من الزمن تصل إلى 5 سنوات تقريبًا.

 وتابعت "أحلام" لـ نيوز رووم الأم المثالية رحلة كفاحها إذا كانت تحلم وزوجها الراحل أن يكون لديهم منزل خاص بهم وأبنائهم وعكفت على تحقيق هذا الحلم، واجتهدت في عملي  الحكومي ليل نهار وحصلت على قروض وقمت بالاستدانة من بعض أقاربي، بحثت عن عمل إضافي يتناسب مع طبيعة تخصصي وعملت كمشرف على مزارع الخضروات والفاكهة، إذا أن معاش زوجي بعد وفاته كان 200 جنيهًا فقط، ووفقني الله واشتريت المنزل وانتقلت إليه رفقة أبنائي بالفعل، حينها لم تكن تسعني الفرحة وشعرت بأنني حققت أول أهدافي.

وأشارت إلى أنها تمكنت عقب ذلك بالصبر والاجتهاد من سداد جميع الأموال التي اقترضتها واستدانتها من أقاربها، وأكدت الأم المثالية على أن المسؤولية المادية التي اجتهدت على توفيرها لأبنائي وتلبيتها لم تكن هى الوحيدة التي أراها رغم صعوبتها، إلا أنني حرصت أيضًا على تلبية احتياجاتهم النفسية وكنت لهم الأم والأب وحاولت أن أعوضهم عن فقدان الأب وخاصة الابنة الصغرى التى لم ترى والدها، كل هذا ولم أضع في حسابي صحتي أو راحتي.

وتؤكد أن الله أكرمني وكلل تعبي بنجاح أشكره عليه بعدما كبر أبنائي وحصلت الفتاة الكبرى "أية حسين محمود" على ليسانس آداب ثم دبلومة تربوية وتزوجت ورزقها الله بطفلين، ثم الابن الأوسط "الأمير" حصل على بكالوريوس العلوم الطبية البيطري ويعمل بإحدى الشركات الخاصة، ثم الابنة الصغرى "نورهان" والتي التحقت بكلية التجارة وهى حاليا طالبة بالفرقة الرابعة، وتشيرا إلى أن عطاء الأم مستمر طيلة حياتها ولا ينتهى بوصول أبنائها لمرحلة عمرية أو منصب.

تم نسخ الرابط