عماد الدين حسين يكشف دور مجلس الشيوخ في دعم الديمقراطية والاستقرار المجتمعي

أوضح الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، أن مجلس الشيوخ يمثل أحد الأعمدة الأساسية للنظام السياسي المصري، مؤكدًا أن عودته جاءت في إطار رؤية أشمل لتوسيع المشاركة السياسية وتعزيز استقرار الدولة، وذلك في سياق تغطية قناة "القاهرة الإخبارية" للعملية الانتخابية لمجلس الشيوخ 2025.
تشكيل مجلس الشيوخ وفقًا لتعديلات دستور 2019
وأشار حسين خلال مداخلته عبر قناة "القاهرة الإخبارية" إلى أن تشكيل مجلس الشيوخ وفقًا لتعديلات دستور 2019 اعتمد على مزيج من الانتخاب بالقوائم والفردي والتعيين الرئاسي، وهو ما أتاح تمثيلًا واسعًا للخبرات في مختلف التخصصات، لافتًا إلى أن دوره يكمن في دراسة مشروعات القوانين المحالة إليه، وإبداء الرأي في التعديلات الدستورية، فضلًا عن مساهمته في دعم قيم السلم الاجتماعي وترسيخ الممارسات الديمقراطية.
ونوه إلى أن تجربة المجلس خلال الفصل التشريعي السابق كشفت عن قدرته على خوض نقاشات معمقة وجادة، بعيدًا عن المناكفات الحزبية، موضحًا أن "الأجواء داخل المجلس يغلب عليها الطابع الوطني، وأن الأعضاء تعاملوا مع الملفات المعروضة بوعي ومسؤولية تعكس حسًا عاليًا بالمصلحة العامة".
الفارق بين مجلس الشورى ومجلس الشيوخ
وفي إجابته حول الفارق بين مجلس الشورى سابقًا ومجلس الشيوخ حاليًا، أشار عماد الدين حسين إلى أن الظروف التاريخية والسياسية كانت دائمًا ما تفرض شكل وأداء هذه الغرفة التشريعية، مشيرًا إلى أن عودة المجلس في صيغته الجديدة جاءت استجابة لحاجة الدولة لوجود مؤسسة تضيف إلى المشهد السياسي ولا تزاحم مجلس النواب، بل تدعمه وتثري عمله التشريعي.
كما أكد أن المرحلة الحالية، رغم ما تتسم به من تحديات داخلية وخارجية، تشهد خطوات ملموسة نحو توسيع قاعدة المشاركة، داعيًا إلى مواصلة البناء الديمقراطي وتطوير أدوات العمل السياسي، وخاصة في ظل الإقليم المحيط المضطرب.
وفيما يتعلق بإمكانية تعميم تجربة مجلس الشيوخ على دول عربية أخرى، أوضح حسين أن "لكل دولة خصوصيتها السياسية والاجتماعية"، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الدول العربية تفتقد الحد الأدنى من الاستقرار السياسي، أو تعاني من صراعات داخلية تمنع وجود مؤسسات منتخبة بالأساس، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "لا مستقبل حقيقي لأي دولة دون إشراك مواطنيها في صناعة القرار، أيًا كان شكل هذا الإشراك".
التجربة المصرية كمثال يمكن أن يُحتذى به
واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية استثمار التجربة المصرية كمثال يمكن أن يُحتذى به في الدول الساعية لبناء مؤسسات قوية ومجتمعات مستقرة، قائلاً إن "الرسالة الأهم في هذه الانتخابات هي أن الديمقراطية لا تُفرض، لكنها تُبنى وتُعمق تدريجيًا على أسس من الوعي والتدرج والمسؤولية الوطنية".