المشاركة واجب وطني.. الدكتور علي جمعة يدلي بصوته في انتخابات الشيوخ

أدلى فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الديار المصرية السابق، بصوته صباح اليوم في انتخابات مجلس الشيوخ، وذلك بلجنة مدرسة نهضة مصر بمدينة السادس من أكتوبر، في إطار الجولة الحالية التي تشهدها الجمهورية لانتخاب أعضاء المجلس.
وأكد فضيلته، في تصريحات صحفية عقب الإدلاء بصوته، أن المشاركة في العملية الانتخابية واجب وطني، واستحقاق دستوري ينبغي على كل مواطن أن يؤديه بروح من المسؤولية والوعي، مشددًا على أن ممارسة هذا الحق تُمثل ركيزة من ركائز الاستقرار السياسي، ودعامة أساسية لمسيرة التنمية التي تشهدها الدولة المصرية.
وأعرب الدكتور علي جمعة عن تقديره لما شهده من تنظيم داخل اللجنة الانتخابية، وثمَّن الجهود المبذولة من قبل القائمين على العملية الانتخابية، مؤكدًا أن الإقبال الشعبي المتزايد على صناديق الاقتراع يعكس درجة عالية من الوعي الوطني والحرص على المشاركة في بناء المستقبل.
يُذكر أن انتخابات مجلس الشيوخ تُجرى داخل مصر على مدار يومي 4 و5 أغسطس الجاري، تحت إشراف قضائي كامل، وتشهد تنافسًا بين مئات المرشحين على المقاعد المخصصة بالنظامين الفردي والقائمة. وقد وفرت الهيئة الوطنية للانتخابات جميع التيسيرات اللازمة لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة، مع اتخاذ التدابير الكفيلة بتيسير مشاركة كبار السن وذوي الهمم
علي جمعة: "خذ بفتواه ولا تلتفت إلى تقواه" قاعدة تفرق بين العلم والتدين
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية السابق، على أهمية التفرقة بين علم الدين والتدين العملي، مشيرًا إلى أن من العبارات الشائعة في كتب الفتوى قولهم: "خذ بفتواه ولا تلتفت إلى تقواه"، وهي قاعدة جليلة تؤسس لفهم سليم لطبيعة العلم الديني باعتباره علمًا له قواعد ومناهج ومراحل تعليمية، وليس مجرد ممارسات تعبدية أو شخصية.
وأوضح جمعة، عبر منشور له على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن علم الدين يشبه في تركيبه الداخلي سائر العلوم كعلم الطب، من حيث حاجته إلى الطالب والأستاذ والكتاب والمنهج والجو العلمي، مرورًا بمراحله المختلفة من التعليم العام إلى الدراسات العليا، مع تنوع أساليبه بين النظري والتطبيقي والعملي.
وأضاف: "كما نرى في الطب أطباء بارعين في الدراسة ولا ينجحون في الحياة العملية، فكذلك في العلم الديني قد نرى من يصل إلى مرتبة الحجة والمرجعية، لكنه لا يحسن التعامل مع الواقع أو مع الناس". واستشهد ببيت شعر لأمير الشعراء أحمد شوقي يقول فيه:
وكم منجبٍ في تلقي الدروس
تلقى الحياة فلم يُنجبِ
وأشار إلى أن هذا الخلط بين "علم الدين" و"التدين" موجود في ثقافاتنا المعاصرة بشكل واسع، وهو خلط ضار، لم ينجُ منه إلا القليل، داعيًا إلى "مراجعة جادة" لهذا الفهم الشائع لدى بعض العلماء والمفكرين.
وختم منشوره بالتأكيد على أن التدين مطلب لكل إنسان، وأن التفريق بين العلم كاختصاص والتدين كسلوك أمر بديهي، ومع ذلك فهو مغيّب في الثقافة السائدة، ما يستدعي إعادة نظر معمقة.