ما الحكم الشرعي في التنمر بجميع أشكاله.. دار الإفتاء توضح

أكدت دار الإفتاء المصرية أن سلوك التنمر بجميع صوره وأشكاله سلوكٌ مذمومٌ شرعًا ومجرَّم قانونًا، ويُعدّ من التصرفات التي تدل على خِسَّة النفس وقلة المروءة؛ لما ينطوي عليه من إيذاءٍ وضررٍ محرمين شرعًا، كما يُشكل تهديدًا مباشرًا على الأمن المجتمعي.
وشدّدت الدار على أن الإسلام نهى صراحةً عن كل صور الإيذاء اللفظي والجسدي والنفسي، مشيرةً إلى أن ظاهرة التنمر تتعارض مع القيم الأخلاقية والمجتمعية، وتستلزم تكاتف الجهود المؤسسية والمجتمعية لمواجهتها.
بيان شرعي شامل حول مفهوم وحكم التنمر
وأوضحت دار الإفتاء في بيانٍ لها أن مفهوم التنمر، كما يُعرفه علماء النفس، يشمل إيذاء فردٍ أو أكثر بدنيًا أو نفسيًا أو لفظيًا أو عاطفيًا، أو عن طريق التهديد، أو الإقصاء الاجتماعي، أو الإهانة، أو التهجم، سواء تم ذلك بشكل فردي أو جماعي، وهو ما يندرج شرعًا تحت مفهوم الإيذاء المحرم.
وأضافت: "التنمر يتضمن سلوكًا عدوانيًا متكررًا، وهو بهذا الوصف عملٌ محرمٌ شرعًا، لما فيه من اعتداء وسخرية واحتقار وهمز ولمز وسبٍّ وتجريح، وقد جاءت الشريعة الإسلامية لحفظ كرامة الإنسان، وتجريم كل ما يُفضي إلى إذلاله أو إيذائه".
أدلة شرعية صريحة
استندت الدار إلى أدلة قرآنية ونبوية واضحة في تجريم هذا الفعل، منها قول الله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ [الأحزاب: 58]،
وكذلك قوله سبحانه:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ﴾ [الحجرات: 11].
كما نبهت إلى الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم:
«كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعِرضه»،
وحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
«سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر» [متفق عليه].
دعوة للتوعية المجتمعية
ناشدت دار الإفتاء جميع فئات المجتمع -ولا سيما المؤسسات التعليمية والإعلامية والدعوية- بضرورة تحمُّل مسؤولياتها في التوعية بخطورة هذا السلوك، والدعوة إلى ثقافة التسامح والاعتذار واحترام الغير، وإرساء مبدأ المروءة ومراعاة مشاعر الآخرين، خصوصًا بين فئة الأطفال والناشئة.
وشدّدت على أن دور الأسرة والمدرسة والإعلام أساسي في تقويم السلوكيات الخاطئة والحد من انتشار التنمر في المجتمع، مشيرةً إلى أن تعزيز القيم الإسلامية كالتراحم والتواضع والإحسان يُعدّ حصنًا منيعًا ضد هذه الظاهرة السلبية.