عاجل

فضل العفو عن المسيء ومسامحته عند القدرة.. دار الإفتاء توضح

العفو والمسامحة
العفو والمسامحة

أكدت دار الإفتاء المصرية أن العفو عن المسيء خلق كريم من أخلاق الإسلام، دعا إليه الشرع الحنيف ورغَّب فيه في مواضع كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، وجعله سبيلًا لنيل عفو الله تعالى، وسببًا لرفعة العبد وعزته في الدنيا والآخرة.

العفو عن المسيء خلق كريم يرفع صاحبه ويقربه من عفو الله

جاء ذلك في رد الدار على سؤال ورد إليها مفاده: "شخص أساء إليَّ وتجاوز في حقي، فطلب مني بعض الناس العفو عنه ومسامحته، وأخبروني بأن العفو عن المسيء يقرب إلى عفو الله تعالى ويكسب صاحبه عزًّا. فما مدى صحة هذا الكلام؟".

وأوضحت الدار أن الإسلام وإن أباح القصاص في موضعه، فإن العفو والتسامح أعلى منزلة وأعظم أجرًا عند الله تعالى؛ قال الله عز وجل: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيل﴾ [الحجر: 85]، وقال تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: 40]، وقال سبحانه: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 134].

ونقلت دار الإفتاء عن عدد من كبار المفسرين ما يؤكد هذا المعنى؛ حيث قال الإمام الرازي إن العفو سبب في تحويل العداوة إلى محبة، واستشهد بقول الله تعالى: ﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم﴾. كما أوردت قول الإمام القرطبي: "العفو عن الناس أجلُّ ضروب فعل الخير"، وبيَّن الإمام الطبري أن الله يحب من يتخلق بهذه الأخلاق ويعد له الجنة جزاءً لها.

وفي السنة النبوية، أشارت الدار إلى ما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا»، مؤكدةً أن العفو سبب لرفعة الإنسان وعزته، لا كما يظن البعض أنه ضعف أو تنازل.

وأضافت أن العفو يُورث الإنسان محبة الله؛ كما في الحديث الشريف: «ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ»، وهو ما فسّره العلماء بأن الله تعالى يحب عباده الذين يتصفون بصفاته من الرحمة والمغفرة.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتنبيه إلى أن العفو المشروع شرعًا هو العفو الذي لا يترتب عليه مفسدة شرعية أو تمكين للظالم من ظلمه، أما إن كان العفو يؤدي إلى ضرر محقق أو إقرارٍ للباطل، فلا يكون مطلوبًا شرعًا حينئذٍ.

تم نسخ الرابط