خبير شؤون إسرائيلية يكشف سيناريوهات خطة الاحتلال الجديدة لتصعيد الحرب على غزة

قال الدكتور عاهد فروانة خبير الشؤون الإسرائيلية، إن الاحتلال الإسرائيلي، وكما جرت العادة، ما إن ينتهي من خطة عسكرية ميدانية حتى يبدأ في إعداد سيناريوهات جديدة تهدف إلى مواصلة الضغط على الشعب الفلسطيني، وعلى الفصائل الفلسطينية، في محاولة لفرض شروطه لإنجاز صفقة تبادل أسرى.
العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة
وأشار خلال مداخلة هاتفية عبر قناة القاهرة الإخبارية إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الحرب على قطاع غزة اتخذت طابعًا متسلسلًا، بدأ شمالًا في بداية الحرب، ثم انتقل إلى خان يونس، ومن ثم إلى رفح، متبعًا ما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"خطة القيامة".
وبعد فترة التهدئة في يناير الماضي، استأنف الاحتلال عملياته في مارس ضمن ما سُمي بخطة "عربات جدعون"، التي أدت، وفق فروانة، إلى احتلال أكثر من 75% من مساحة القطاع، سواء بشكل مباشر أو من خلال القوة النارية المكثفة، ما تسبب في تهجير ونزوح آلاف المدنيين.
جيش الاحتلال يواجه الآن ضغوطًا داخلية كبيرة
ونوه الدكتور عاهد إلى أن جيش الاحتلال يواجه الآن ضغوطًا داخلية كبيرة لوضع خطط جديدة، على الرغم من إعلانه عن استنفاد معظم الخيارات العسكرية، مشيرا إلى أن التوسع في العمليات قد يعرض حياة المحتجزين الإسرائيليين في غزة للخطر، وهو ما خلق ضغطًا واضحًا على رئيس الأركان "إيال زمير"، الذي قام مؤخرًا بزيارة شمال قطاع غزة، ملوحًا بجاهزية الجيش لتنفيذ خطط إضافية في حال فشل الوصول إلى تهدئة أو صفقة.
كما أوضح فروانة أن هناك حالة من الاستنزاف داخل جيش الاحتلال، انعكست على معنويات الجنود، فقد اقتربت الحرب حتى الآن من 22 شهرًا، وهي الأطول في تاريخ إسرائيل، وتسببت في تدهور الحالة النفسية للجنود، بما في ذلك تسجيل حالات انتحار، حيث شهد الشهر الماضي انتحار 16 جنديًا، وهي أعلى حصيلة خلال هذه الحرب.
مظاهرات وضغوط تمارسها عائلات الأسرى
وأشار إلى أن هذا التدهور ترافق مع عزوف ورفض متزايد للانضمام إلى الخدمة العسكرية، خاصة من قبل "الحريديم"، إلى جانب حالة من التململ المجتمعي، لا سيما بعد انتشار فيديو لأحد الأسرى الإسرائيليين في غزة وهو في حالة إعياء شديد، ما أعاد الزخم إلى التظاهرات والضغوط التي تمارسها عائلات الأسرى.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن تأثير هذه التظاهرات على الحكومة الإسرائيلية يعتمد على حجم المشاركة وقوة التحرك الداخلي. ففي بداية العدوان، كان عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة كبيرًا وشاركت عائلاتهم بكثافة في الحراك، أما اليوم، ومع انخفاض العدد إلى أقل من 50، فإن استمرار التظاهرات بنفس الوتيرة المحدودة قد لا يشكّل ضغطًا كافيًا على الحكومة الإسرائيلية.