ما دلالات زيارة ويتكوف لغزة؟.. زعم عدم وجود مجاعة بالقطاع |خاص

قالت الباحثة السياسية الفلسطينية الدكتورة تمارا حداد إن زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى قطاع غزة، وقيامه بجولة في مركزين لتوزيع المساعدات الإنسانية، تحمل في طياتها عدة رسائل سياسية في هذا التوقيت الحرج.
وأوضحت الدكتورة تمارا حداد في تصريح خاص لموقع نيوز رووم أن الرسالة الأولى من هذه الزيارة هي محاولة لتجميل صورة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، من خلال الإيحاء بأن إسرائيل توزع المساعدات، وأن الولايات المتحدة تراقب بنفسها آلية توزيع المساعدات للفلسطينيين، في وقتٍ يتعرض فيه الإعلام الإسرائيلي والدولي لانتقادات واسعة بسبب سياسة التجويع الممنهجة التي تمارسها إسرائيل في غزة، والتي تسببت في سقوط العديد من الشهداء والمصابين بسبب الجوع وسوء التغذية.
تمارا حداد: زيارة ويتكوف لامتصاص الغضب العالمي
وأضافت حداد أن الزيارة تهدف أيضًا إلى امتصاص الغضب العربي والدولي والضغط الأوروبي المتزايد، خصوصًا مع تنامي موجة الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية من دول كبرى مثل فرنسا وبريطانيا وكندا، معتبرة أن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذا التحرك إلى الإيحاء بأنها تقف إلى جانب الفلسطينيين عبر بوابة المساعدات الإنسانية، رغم رفضها إقامة الدولة الفلسطينية إلا بموافقة إسرائيل.
كما أشارت إلى أن وجود السفير الأمريكي في غزة يحمل دلالات تتعلق بتدويل القطاع وجعله تحت وصاية أمريكية غير مباشرة، عبر تعزيز دور "شركة غزة الإنسانية" التي باتت الجهة الوحيدة المقبولة أمريكيًا وإسرائيليًا لتوزيع المساعدات، في ظل رفض واضح لإعادة المؤسسات الإغاثية التقليدية مثل "الأونروا" وغيرها.
وتابعت حداد: "نحن أمام واقع جديد يُراد فرضه تدريجيًا، من خلال إنشاء ما يشبه كيان أو مدينة إنسانية في رفح يتم فيها تجميع المدنيين، وفصلهم عن عناصر حماس، أما المحافظة الوسطى، فسيستمر الضغط عليها من خلال الحصار والقصف، بهدف تجويعها وإضعاف ما تبقى من مقاومة".
وأكدت أن هدف الولايات المتحدة من خلال ويتكوف هو تمرير "الصفقة الشاملة"، التي تشمل إخراج الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق نار، بشرط نفي قيادات حماس ونزع سلاحها وإنهاء حكمها في غزة، لكنها توقعت أن ترفض حماس هذه الشروط، مما يعني بقاء الوضع في حلقة مفرغة.
وأضافت أن المرحلة التالية ستكون خيار الحصار والاستنزاف، بهدف تفكيك حماس تدريجيًا، مع محاصرة المحافظة الوسطى، ودفع "المسالمين" من السكان إلى مناطق رفح، ومن ثم التمهيد لاجتياح بري شامل للقطاع، يليه فرض إدارة مدنية غير مرتبطة بحماس، بعيدًا عن أي تسوية سياسية أو ربط مع الضفة الغربية.

واختتمت الدكتورة تمارا حداد حديثها بالتأكيد على أن زيارة ويتكوف إعلامية بامتياز، وتهدف إلى فرض وقائع ميدانية جديدة تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل للتحرك إذا ما فشلت الصفقة الشاملة، مضيفة أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة على القطاع، مع تحولات تمهّد لتحويل غزة إلى مشروع اقتصادي استثماري يتماشى مع رؤية ترامب والإدارة الأمريكية الحالية، خاصة وأن ويتكوف نفسه يحمل خلفية اقتصادية واضحة.