من الألم للفن.. قصة عزت زين مع الزهايمر التي أثرت أدائه الدرامي|فيديو

تحدث الفنان عزت زين عن تجربته الشخصية والتمثيلية مع مرض الزهايمر، مستعرضًا أبعادًا إنسانية مؤلمة عاشها مع والدته الراحلة، التي كانت تعاني من المرض، وهو ما ساعده على تجسيد دوره في مسلسل "كشف مستعجل" ببراعة لامست قلوب المشاهدين.
أبشع ما قد يصيب الإنسان
أوضح عزت زين أن مرض الزهايمر هو من أقسى الابتلاءات التي يمكن أن يمر بها أي إنسان، مؤكدًا أن مريض الزهايمر لا يفقد فقط الذاكرة، بل يفقد اتصاله بالواقع والتاريخ والأشخاص. وقال: "المرحلة الأصعب هي لحظة عدم تعرف الأم على ابنها... تلك صدمة لا تُنسى"، واصفًا الأمر بأنه أكثر المواقف ألمًا للأبناء.
وأشار عزت زين إلى أن شخصية مريض الزهايمر التي جسدها في المسلسل كانت تحمل طابعًا دراميًا وإنسانيًا مؤثرًا، ساعده في تقديمها ما خزنه داخله من تجربة شخصية عميقة مع والدته، والتي وصفها بـ"الملهمة في كل مشهد".
تجربة ونجوم الكوميديا
تحدث عزت زين عن كواليس التصوير مع الفنانين مصطفى خاطر ومحمد عبد الرحمن (توتة)، مؤكدًا أنه رغم طبيعة العمل الكوميدية، فإن شخصية مريض الزهايمر أضفت بُعدًا إنسانيًا وثقيلًا على الدور، مضيفًا: "هم كوميديان عظماء، لكنهم ساعدوني على توليد مشاهد تمزج الكوميديا بالتراجيديا بشكل سلس وإنساني".
وأشار عزت زين إلى أن المزج بين الكوميديا والوجع كان تحديًا خاصًا، خاصة أن الشخصية تعاني من فقدان الهوية والذاكرة، مما يجعل التمثيل أكثر عمقًا وأقل تصنّعًا.
الرعاية المنزلية
عن رأيه في رعاية مريض الزهايمر، أوضح عزت زين أن المسألة تحتاج إلى توازن حساس بين الرعاية الطبية المتخصصة والرحمة الأسرية، مبينًا أن الأطباء المختصين يؤكدون على أهمية بقاء المريض بين أحبائه، لأن الحنين والدفء العائلي يُسهمان في تخفيف حدة التدهور العقلي، حتى لو لم يتذكر المريض مَن حوله.
وقال عزت زين: "قد لا يذكرنا مريض الزهايمر، لكنه يشعر بنا... الرحمة التي تقدمها الأسرة لا يمكن تعويضها بمكان آخر"، مضيفًا: "هو لا يعرفنا، لكننا نعرفه ونذكر له تاريخه ومواقفه... والوفاء في هذه المرحلة هو جوهر الإنسانية".
كانت تعتقد أن البيت زيارة
سرد عزت زين موقفًا إنسانيًا مؤثرًا من ذكرياته مع والدته: "كانت تقول لي فجأة: يلا نمشي... فكرت إن بيتها مجرد زيارة، رغم إنها قاعدة فيه من سنين". وأضاف أن من أشد ما يؤلم في رحلة الزهايمر هو فقدان المريض إحساسه بالمكان والزمان، وكأن الحاضر صار غريبًا، والماضي محذوفًا من ذاكرته.
ولفت عزت زين إلى أن المرض لا يصيب الشخص فقط، بل يستهلك الأسرة نفسيًا وعاطفيًا، خاصة إذا لم يكن لديهم وعي كافٍ بطبيعة الأعراض وطرق التعامل مع المريض.

دعوة للتوعية والتخصص
في نهاية حديثه، شدد عزت زين على ضرورة الرجوع لأهل التخصص في علاج الزهايمر، قائلًا إن الاعتماد فقط على العاطفة لا يكفي، بل يجب دعم الأسرة نفسيًا وتوعويًا، مشيرًا إلى أن الرعاية المنزلية الرحيمة والمعلومات الطبية الدقيقة هما الأساس في الحفاظ على كرامة المريض وحماية من حوله من الانهيار.
وذكر عزت زين أن هذه التجربة جعلته أكثر امتنانًا لوالدته، وأكثر وعيًا بقيمة الأسرة في حياة الإنسان، داعيًا إلى دعم المبادرات الخاصة برعاية مرضى الزهايمر ونشر الوعي حول هذا المرض المنهك.