الدكتور أسامة فخري: التواضع مفتاح العظمة الحقيقية (فيديو)

أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، أن التواضع يُعد من أعظم الصفات التي ترتقي بالإنسان، سواء في الدنيا أو الآخرة، مشددًا على أن التواضع لا يعني التقليل من الذات أو التنازل عن الحقوق، وإنما هو إدراك بأن الفضل كله لله، مما يجعل الإنسان محبوبًا بين الناس وقريبًا من الله تعالى.

وخلال حلقة برنامج "رحماء بينهم", المذاع عبر قناة "الناس", الاثنين، استشهد الجندي بقول النبي ﷺ: "وما تواضع أحد لله إلا رفعه", موضحًا أن التواضع يرفع صاحبه في مكانته الاجتماعية والعلمية والعملية، وأنه صفة عظيمة تعكس قوة الشخصية وسلامة النفس.

التواضع يرفع الإنسان

وأوضح الجندي، أن البعض يعتقد خطأً أن التواضع يقلل من قيمة الإنسان أو مكانته، لكن الحقيقة على العكس تمامًا، فالتواضع يزيد الإنسان وقارًا واحترامًا، ويجعله أكثر تأثيرًا في المجتمع.

وقال:"التواضع لا ينقص من مكانة الإنسان، بل يزيده رفعة، سواء في العلم أو المال أو القدرات، فمن تواضع لله في علمه زاده الله علمًا، ومن تواضع في ماله زاده الله رزقًا، ومن تواضع في تعامله مع الناس نال محبتهم واحترامهم"، مشيرا إلى أن التواضع من الصفات الأساسية للقادة والعلماء والمؤثرين عبر التاريخ، حيث أن الشخص المتواضع يكون قادرًا على التواصل الفعّال مع الآخرين، وفهم احتياجاتهم، وكسب قلوبهم بالمودة والاحترام.

التواضع قوة واحترام

وشدد الجندي، على أن التواضع لا يعني الضعف أو الخضوع، بل هو دليل على القوة الداخلية والثقة بالنفس، حيث يرتبط التواضع ارتباطًا وثيقًا بالوقار والاحترام، وهما من الصفات التي تعكس حسن الخلق وحكمة التعامل، مضيفا أن الإنسان المتواضع يكون قادرًا على التعلم المستمر والتطور الذاتي، لأنه لا يرى نفسه فوق الآخرين، بل يكون منفتحًا على الأفكار الجديدة ومستعدًا لاكتساب المزيد من المعرفة والخبرة.

التواضع وحياة النبي 

 وقدم الجندي، أمثلة من حياة النبي ﷺ وصحابته الكرام، مؤكدًا أن التواضع كان سمة أساسية في شخصياتهم، فعلى الرغم من مكانتهم الرفيعة، كانوا دائمًا يعيشون ببساطة ويتعاملون مع الناس برحمة واحترام، مشيرا إلى أن النبي ﷺ كان يجلس مع أصحابه كواحدٍ منهم، يشاركهم طعامهم وأحاديثهم، ولم يكن يميز نفسه عنهم رغم أنه أشرف الخلق، مما جعله أحب الناس إليهم وأقربهم إلى قلوبهم.

التواضع مفتاح النجاح 

وأكد الدكتور أسامة فخري الجندي، أن التواضع هو مفتاح النجاح في الحياة، سواء على المستوى الشخصي أو المهني، فهو يجلب الاحترام، ويؤسس لعلاقات قائمة على المحبة والتقدير.

ودعا الجميع إلى الاقتداء بسنة النبي ﷺ في التحلي بالتواضع والتعامل برفق مع الآخرين، مشيرًا إلى أن المجتمع الذي يسوده التواضع يكون أكثر استقرارًا وتماسكًا، حيث يسود فيه التقدير والاحترام المتبادل بين أفراده.