عاجل

أستاذ الطب النفسي يكشف أسباب الشعور بالصداع والخمول بعد الإفطار (فيديو)

الدكتور محمد المهدى
الدكتور محمد المهدى

أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن شهر رمضان يُعد رحلة تعافٍ نفسي وجسدي، إذ يساعد في التخلص من العادات والسلوكيات الخاطئة، مما يجعله فرصة ذهبية لتحقيق التوازن الصحي والنفسي، وليس مجرد فترة صيام عن الطعام والشراب.

وخلال حلقة من برنامج "راحة نفسية", المذاع عبر قناة "الناس", أوضح المهدي، أن الصيام يساعد الجسم على التكيف مع عمليات الأيض الطبيعية، إلا أن بعض العادات الخاطئة عند الإفطار تؤثر سلبًا على هذه العملية، مثل تناول كميات كبيرة من الطعام بسرعة، مما يؤدي إلى مشكلات مثل الخمول والصداع وضعف التركيز.

الخمول بعد الإفطار

أوضح أستاذ الطب النفسي، أن الشعور بالخمول والتعب بعد الإفطار مباشرةً يعود إلى الطريقة الخاطئة في تناول الطعام، حيث يؤدي الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة والسكرية دفعة واحدة إلى إفراز البنكرياس كميات كبيرة من الأنسولين، مما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في مستوى السكر في الدم، وهو ما يسبب الشعور بالدوخة والإرهاق، مضيفا أن الجسم خلال ساعات الصيام يتكيف مع حرق الدهون كمصدر للطاقة، وعند إدخال كميات كبيرة من الطعام فجأة، يحدث ارتباك في عمليات التمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والكسل بعد الإفطار.

ولتجنب هذه المشكلة، شدد الدكتور المهدي، على أهمية اتباع السنة النبوية في الإفطار، حيث يُفضَّل تناول التمر مع الماء أولًا، ثم أداء صلاة المغرب قبل استكمال الوجبة الرئيسية بكميات معتدلة، مما يسمح للجسم بالتدرج في استقبال الطعام دون إجهاد الجهاز الهضمي.

عادات غذائية نفسية

أكد الدكتور المهدي، أن التوازن في الأكل لا ينعكس فقط على الصحة الجسدية، بل يؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية والتركيز، حيث يساعد الصيام عند اتباعه بشكل صحيح على تقليل مستويات التوتر وتحسين المزاج، بينما تؤدي العادات الغذائية غير الصحية إلى تقلبات مزاجية وتوتر نفسي، مشيرا إلى أن بعض الصائمين يقعون في فخ الإفراط في تناول الطعام نتيجة تنوع الأطباق على مائدة الإفطار، مما يدفعهم إلى تناول كميات أكبر من الحاجة، وهو ما يؤدي إلى الشعور بالثقل والكسل وعدم القدرة على أداء العبادات والنشاطات اليومية بكفاءة.

وشدد أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، على أهمية تجنب تناول كميات كبيرة من الحلويات والمشروبات السكرية مباشرة بعد الإفطار، حيث يؤدي ذلك إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم، يليه انخفاض حاد، مما يزيد الشعور بالخمول والتعب.

التوازن الصحي والنفسي

وقال الدكتور محمد المهدى، أن شهر رمضان ليس موسمًا للإفراط في الطعام، بل هو فرصة ذهبية لتحقيق التوازن بين الجوع والشبع، وهو ما يساهم في تحسين التركيز، وتعزيز الصحة النفسية، وتقوية الإرادة والتحكم في العادات الغذائية، داعيا إلى الاستفادة من روحانيات الشهر الكريم في تنظيم الأكل والنوم وممارسة العبادات، بما يحقق تحسنًا عامًا في الصحة الجسدية والعقلية، مشيرًا إلى أن الصيام فرصة لإعادة ضبط أسلوب الحياة نحو نمط صحي أكثر توازنًا.

تم نسخ الرابط