عاجل

رقائق الدماغ: سباق مستقبلي بين أمريكا والصين لخدمة المرضى وتوسيع النفوذ

رقائق الدماغ
رقائق الدماغ

  في عصر يتداخل فيه الذكاء الاصطناعي مع جسم الإنسان، أصبحت رقائق الدماغ واحدة من أكثر الابتكارات ثورية وإثارة للجدل. هذه الرقائق الإلكترونية، التي تزرع داخل دماغ الإنسان، تهدف إلى علاج الأمراض العصبية وتحسين قدرات البشر العقلية والحركية. لكن خلف هذا الهدف الإنساني، تلوح ملامح منافسة عالمية محتدمة، تقودها الولايات المتحدة الأمريكية والصين، حيث تسعى كل دولة لتكون القوة الأولى في هذا المجال الذي سيعيد تشكيل مستقبل الطب والتكنولوجيا. 

التكنولوجيا في خدمة المرضى: من الخيال العلمي إلى الواقع 

الهدف الأساسي لتطوير رقائق الدماغ هو مساعدة المرضى الذين يعانون من حالات صعبة مثل الشلل، الزهايمر، إصابات الدماغ، أو فقدان الأطراف. هذه الرقائق تعمل على قراءة الإشارات العصبية داخل المخ، وترجمتها إلى أوامر إلكترونية يمكن من خلالها تشغيل أطراف صناعية أو حتى التواصل مع الحاسوب مباشرة. 

شركة "نيورالينك" التي أسسها الملياردير إيلون ماسك في الولايات المتحدة، تعد من أبرز الشركات الرائدة في هذا المجال، حيث أجرت تجارب على الحيوانات ثم على البشر في محاولة لفهم كيف يمكن للدماغ أن يتواصل مع الآلات بسلاسة. 

في المقابل، تستثمر الصين بشكل مكثف في تطوير رقائق دماغية من خلال جامعاتها ومؤسساتها البحثية، مستفيدة من دعم حكومي قوي، وسعيها المستمر لتقليل الفجوة العلمية مع الغرب. 

لماذا تتنافس أمريكا والصين على هذه التقنية؟ 

رغم أن الهدف المعلن هو إنساني، إلا أن المنافسة على رقائق الدماغ تخفي وراءها أبعادا استراتيجية عميقة. من يملك السيطرة على هذه التكنولوجيا، يملك مفتاح التقدم في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، الطب العسكري، وتحسين الأداء البشري. الرقاقات قد تستخدم في المستقبل لتعزيز التركيز، التعلم، الذاكرة، أو حتى التواصل المباشر بين البشر دون كلمات. 

الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على تفوقها التكنولوجي، مدفوعة بثقافة الابتكار وريادة القطاع الخاص. أما الصين، فترى في هذه التقنية فرصة للقيادة العالمية وتحقيق قفزات في الطب والاقتصاد والدفاع، مستفيدة من منظومتها المركزية التي تسمح بالتنسيق السريع بين الدولة والبحث العلمي. 

 قد تكون رقائق الدماغ أداة لإنقاذ ملايين المرضى وتحسين حياة البشر، لكنها في الوقت ذاته أصبحت ساحة جديدة لصراع القوى الكبرى، حيث يتقاطع الطب بالسياسة، والتكنولوجيا بالمستقبل

تم نسخ الرابط