«الإخوان في خدمة الاحتلال».. كيف توظفها إسرائيل لخدمة أجنداتها؟

في ظل المساعي المصرية المستمرة لدعم القضية الفلسطينية، سياسيًا وإنسانيًا، تبرز محاولات مشبوهة للنيل من هذا الدور المحوري، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول الجهات التي تقف خلف هذه المخططات، ودلالاتها في هذا التوقيت الدقيق الذي يشهد جهودًا مصرية مكثفة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
محاولات خبيثة للنيل من الدور المصري.. من المستفيد؟
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد ناجي قمحة، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية أن الطرف الأكثر تضررًا من التحركات المصرية هو الكيان المحتل، الذي يرى في جهود القاهرة ــ بالتعاون مع الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية ــ تهديدًا مباشرًا لمخططاته التوسعية، خاصة في ظل سعي مصر المتواصل لرأب الصدع بين حركة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، والتوصل إلى تهدئة دائمة.
وأشار إلى أن كلما اقتربت الأطراف من توافق مبدئي على بعض المبادرات المطروحة، يسارع طرف برفض الاتفاق، ما يعكس رغبة واضحة لدى حكومة الاحتلال ــ تحديدًا حكومة نتنياهو ــ في إجهاض أي مساعٍ تهدف إلى تهدئة الأوضاع، وقد سبق وأن تم إفشال اتفاقين سابقين لوقف إطلاق النار، بفعل العمليات العسكرية المتكررة التي تمارسها تل أبيب.
الوهم الديني
ونوه قمحة إلى أن أحد أبرز إنجازات الجهود المصرية تمثل في دفع عدد من الدول الكبرى للاعتراف بـدولة فلسطين، وهو ما اعتُبر تهديدًا مباشرًا لـ"الوهم الديني" الذي تروج له حكومة الاحتلال، والمبني على مفاهيم أيديولوجية توسعية تتنافى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، أوضح أن التنظيمات المتطرفة ــ وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية ــ تمثل أداة رئيسية في تنفيذ هذه المخططات العدائية ضد مصر، فقد تم تحريك خلايا تابعة للتنظيم في الداخل والخارج، سواء بمحاولات خلق حالة من الفوضى أمام السفارات المصرية في الخارج، أو عبر بث الشائعات داخليًا، بهدف تقويض الثقة الشعبية في الموقف المصري من القضية الفلسطينية.
وتعليقًا على خريطة "تفتيت المنطقة العربية" التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز عام 2013، والتي أعادت فتح ملف "إعادة تشكيل الشرق الأوسط"، أشار إلى أن هذا المخطط ليس جديدًا، بل تم العمل عليه منذ عقود، وتحديدًا منذ انتصار أكتوبر 1973، حيث باتت هناك قناعة لدى القوى المعادية بأن بقاء الكيان المحتل وسط دول وطنية قوية وجيوش عربية متماسكة يمثل تهديدًا وجوديًا له.