عاجل

تلوث «الكلنكر» يهدد أكثر من 200 فدان زراعي في قرية السنانية بدمياط

المحاصيل الفاسدة
المحاصيل الفاسدة

شهدت قرية السنانية بمحافظة دمياط أزمة بيئية حادة بعد تحوّل أراضٍ زراعية شاسعة، تُعد من أهم مناطق إنتاج البلح في المحافظة، إلى مساحات مهددة تمامًا بسبب تلوث ناتج عن تخزين خامة "الكلينكر" الأسمنتي في مخازن مخالفة قرب المزارع. هذه الأزمة ألقت بظلالها الثقيلة على المزارعين الذين فقدوا جزءًا كبيرًا من محصولهم نتيجة التلوث البيئي، الذي امتد تأثيره إلى صحة الأهالي والبيئة المحلية.

الاشتراطات البيئية

اشتكى المزارعون خلال الفترة الماضية من توسع بعض الشركات في استخدام الأراضي الزراعية كمخازن مكشوفة لكميات كبيرة من الكلنكر، دون مراعاة الاشتراطات البيئية، حيث يتم تخزين الخامه بدون أي غطاء أو حواجز تمنع تطاير الأتربة والمواد الكيميائية في الجو، مما تسبب في انتشار ملوثات تسببت في تدهور التربة وتلف الأشجار المثمرة، وعلى رأسها أشجار البلح التي تشكل مصدر رزق رئيسياً للعديد من الأسر في القرية.

أحد المزارعين أكد لـ"نيوز رووم" أن "المئات من الأشجار اضطررنا لتبويرها بعد أن تلفت تمامًا جراء تعرضها المباشر لهذه الملوثات"، مشيرًا إلى أنهم حصلوا على أحكام قضائية لتعويض الخسائر، إلا أن الضرر المادي والبيئي لا يزال يتفاقم يومًا بعد يوم. وأضاف أن تأثير التلوث امتد ليشمل محاصيل أخرى كأشجار الليمون التي بدأت تفقد جودتها بسبب تدهور التربة والهواء.

 التوقف عن مزاولة الزراعة بشكل كامل

وحسب تقرير ميداني، فقد تأثرت مساحة تزيد على 200 فدان زراعي في قرية السنانية وحدها، مما أدى إلى جفاف التربة وارتفاع ملوحتها، ما جعل هذه الأراضي خارج الخدمة الزراعية، وهدد بذلك أحد أهم محاصيل البلح في المنطقة، الأمر الذي دفع الكثير من المزارعين إلى التوقف عن مزاولة الزراعة بشكل كامل.

على الصعيد الصحي، تلقى الأهالي شكاوى متزايدة من معاناة أطفال وكبار السن من أمراض تنفسية واضطرابات صدرية، وهو ما دعا الجهات البيئية إلى فتح تحقيقات ميدانية شملت مداهمة المخازن المخالفة وانتداب لجان مختصة لقياس مدى التأثير البيئي لتلك المخازن على صحة السكان والتربة.

إزالة المخازن المخالفة

المزارعون يناشدون الجهات المعنية، من المحافظة ووزارة الزراعة ووزارة البيئة، بالتدخل السريع لإزالة المخازن المخالفة، وتعويض المتضررين، وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة. كما طالبوا بوضع معايير صارمة لتنظيم تخزين المواد الصناعية لتجنب تكرار الأزمات، إلى جانب دعم الزراعة الحديثة وتوفير أنظمة ري متطورة من شأنها تقليل الحاجة لتوسيع الأراضي الزراعية التقليدية.

تُعد هذه الأزمة واحدة من الأزمات البيئية الخطيرة التي تواجه الزراعة في مصر، خاصة في المناطق التي تعتمد على إنتاج محاصيل محددة مثل البلح في دمياط، ما يتطلب تحركًا عاجلًا لحماية الأرض والمزارعين وضمان استدامة الإنتاج الزراعي.

تم نسخ الرابط