مدحت شنودة: المصريون في السويد جنود للوطن بالخارج ومشاركتهم تجسيد للانتماء

أكد مدحت شنودة، رئيس بيت المصريين في السويد، أن أبناء الجالية المصرية في الخارج يحرصون على أداء واجبهم الوطني بالمشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ 2025، رغم التحديات المرتبطة ببعد المسافات وصعوبة التنقل داخل الدول الأوروبية الواسعة، مثل السويد.

وأشار مدحت شنودة ، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "النيل للأخبار"، إلى أن ما تشهده السويد من إقبال المصريين على التصويت يعكس وعيًا سياسيًا ناضجًا وارتباطًا وجدانيًا عميقًا بالوطن، مؤكدًا أن هذا الحضور الكثيف من المواطنين المصريين يُعبّر عن حرص حقيقي على دعم المسار الديمقراطي والمشاركة في بناء مستقبل الدولة.

مشاركة رغم الإجازات 

وأضاف مدحت شنودة أن هذه المشاركة جاءت رغم أن التوقيت يتزامن مع فترة الإجازات الصيفية، ما يجعل من التنقل أمرًا أكثر صعوبة، موضحًا أن العديد من المواطنين قطعوا مسافات تتجاوز 600 و700 كيلومتر من أجل الوصول إلى مقر التصويت، في مشهد يؤكد حجم الانتماء والمسؤولية.

ودعا مدحت شنودة إلى توسيع عدد اللجان الانتخابية في الدول ذات الامتداد الجغرافي الكبير، كما طالب بـ"إعادة تفعيل نظام التصويت عبر البريد"، الذي كان يُطبق في بعض الاستحقاقات السابقة، لتسهيل العملية وضمان أكبر نسبة مشاركة ممكنة من المصريين بالخارج.

السفارة المصرية في السويد

وأشاد مدحت شنودة بالدور الفاعل الذي لعبته السفارة المصرية في السويد خلال فترة التصويت، سواء على مستوى التنظيم أو التوعية، موضحًا أن التعاون بين السفارة وأبناء الجالية كان واضحًا ومثمرًا، خصوصًا في ما يتعلق بتوفير المعلومات الدقيقة حول مواعيد وأماكن التصويت، مما ساهم في تسهيل المشاركة بشكل كبير.

ولفت مدحت شنودة إلى أن السفارة كانت حريصة على التواصل مع ممثلي الجالية والمجتمع المدني المصري في السويد لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة واحترافية، مشيدًا بالروح الوطنية التي جمعت الجميع حول هدف واحد: دعم الدولة المصرية من الخارج.

المصريون بالخارج جنود للدولة 

وشدد مدحت شنودة على أن المصريين المقيمين في الخارج يعتبرون أنفسهم "جنودًا للوطن" في مواقعهم المنتشرة حول العالم، مشيرًا إلى أن مشاركتهم السياسية في الانتخابات هي أبلغ دليل على ولائهم واعتزازهم بمصريتهم، رغم بُعد الجغرافيا.

وقال مدحت شنودة: "نحن نعيش في الخارج، لكن مصر تسكن في قلوبنا.. وكما قال قداسة البابا شنودة: مصر ليست وطناً نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا"، موضحًا أن هذا الإحساس الوطني هو ما يدفع الآلاف من المصريين للمشاركة في كل استحقاق انتخابي.

التصويت يعزز المواطنة 

وأكد مدحت شنودة أن ممارسة الحق الانتخابي تمنح المواطن شعورًا بأنه مواطن من الدرجة الأولى، وتُعزز الإحساس بالمشاركة الحقيقية في الشأن العام، مشددًا على أن هذا الدور يجب أن يُنقل إلى الأجيال الجديدة من أبناء المصريين في المهجر.

وأضاف مدحت شنودة أن أبناء الجالية يحرصون على غرس روح الانتماء الوطني في أطفالهم، عبر تعريفهم بمصر، وتعليمهم لغتها، وتعريفهم بثقافتها وتاريخها، حتى يشعروا أنهم جزء من وطنهم رغم أنهم وُلدوا أو نشأوا في دول أخرى.

رسالة قوية من أوروبا

وفي ختام حديثه، قال مدحت شنودة إن المصريين في أوروبا، وبخاصة في السويد، لا يشعرون بالغربة عن وطنهم الأم، بل يعيشون حالة مستمرة من الارتباط العاطفي والثقافي والسياسي مع مصر، وهو ما يتجلى في مشاركتهم المتكررة في الفعاليات الوطنية والاستحقاقات الانتخابية.

وشدد مدحت شنودة على أن المشاركة الواسعة في انتخابات مجلس الشيوخ هذا العام تمثل رسالة قوية من المصريين بالخارج مفادها أن مصر ليست مجرد حدود جغرافية، بل هي حالة وجدانية وهوية راسخة تعيش في القلب والعقل، وتستحق أن ندافع عنها ونشارك في رسم مستقبلها.