باحث سياسي: الجيش اللبناني يواجه تحديات كبيرة على الحدود السورية (فيديو)

أكد الباحث السياسي خالد زين الدين، أن الجيش اللبناني يواصل أداء مهامه الوطنية رغم التحديات الأمنية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد، مشيرًا إلى أن الوضع الأمني على الحدود مع سوريا يشكل معضلة حقيقية نتيجة تراكمات الطائفية والتدخلات الخارجية، التي تعقّد من قدرة الدولة اللبنانية على فرض سيطرتها الكاملة.
التحديات الأمنية
وفي تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح زين الدين أن المشهد الأمني اللبناني يتأثر بشكل مباشر بالتطورات الإقليمية، حيث تشكل الحدود مع سوريا أحد أكثر النقاط توترًا بسبب الأنشطة غير النظامية، وتنامي نفوذ الجماعات المسلحة، فضلًا عن التدخلات الخارجية التي تؤثر على موازين القوى في الداخل اللبناني.
وأضاف أن حزب الله، باعتباره لاعبًا مؤثرًا في المشهد السياسي والعسكري، يرتبط بشكل مباشر بالحرس الثوري الإيراني، وهو ما منحه نفوذًا متزايدًا على المستوى الإقليمي، في حين أن الجيش اللبناني يظل مؤسسة وطنية تعمل في إطار الدولة ولا تتدخل في النزاعات الخارجية، مثل الحرب في سوريا أو العراق أو اليمن.
الضغوط الداخلية والتحديات
وأشار زين الدين إلى أن الجيش اللبناني يواجه ضغوطًا متعددة، تشمل الانقسامات السياسية الداخلية، وشح الموارد المالية، والتحديات الأمنية المتصاعدة، مما يستدعي دعمًا دوليًا حقيقيًا لتأمين الحدود اللبنانية، سواء من خلال توفير معدات حديثة، أو تعزيز قدراته التكنولوجية والاستخباراتية.
وأكد أن المساعدات التي يتلقاها الجيش من بعض الدول الصديقة تظل غير كافية في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، مطالبًا المجتمع الدولي بمضاعفة دعمه للمؤسسة العسكرية اللبنانية لضمان قدرتها على حماية الأمن الداخلي والتصدي لأي تهديدات خارجية.
الانتهاكات الإسرائيلية
وفيما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية، أوضح زين الدين أن لبنان يعتمد على المسارات السياسية والدبلوماسية في مواجهة الخروقات الإسرائيلية المستمرة، حيث لا يمتلك الجيش اللبناني القدرة على خوض مواجهة عسكرية مباشرة في ظل الظروف الراهنة.
وأشار إلى أن التصعيد العسكري ليس خيارًا مطروحًا، نظرًا للفجوة الكبيرة في الإمكانات بين الطرفين، مؤكدًا أن الدولة اللبنانية تعمل عبر القنوات الدبلوماسية والمؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة، لحماية سيادتها ومنع أي تصعيد قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.

دعم المؤسسات الوطنية
وشدد على أهمية تحمل الأطراف الداخلية اللبنانية مسؤولياتها في دعم المؤسسات الوطنية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، باعتباره الضامن الرئيسي للاستقرار في البلاد.
كما أكد أن أي انقسامات داخلية أو محاولات لتقويض دور الجيش ستؤدي إلى مزيد من الفوضى، مشددًا على ضرورة التوافق الوطني لدعم المؤسسة العسكرية وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
واختتم حديثه قائلًا: “لبنان بحاجة إلى وحدة صفوفه الداخلية، لأن أي ضعف في مؤسساته الوطنية سيجعل البلاد عرضة للمزيد من التدخلات الخارجية والتوترات الإقليمية”.