محلل سياسي يكشف دلالات الضربات الأمريكية ضد الحوثيين (فيديو)

أكد الدكتور عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لاستكمال وعوده الانتخابية السابقة، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية تجاه إيران والحوثيين.
وأوضح مطاوع ، أن ترامب كان قد هاجم إدارة الرئيس جو بايدن خلال حملته الانتخابية، متهمًا إياها بالضعف وعدم القدرة على التعامل مع التهديدات الإقليمية، وعلى رأسها تحركات الحوثيين في البحر الأحمر.
الضربات العسكرية
وخلال مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز"، أشار مطاوع، إلى أن الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن تحمل رسائل استراتيجية متعددة، أبرزها توجيه تحذير صارم لإيران بشأن برنامجها النووي.
وأوضح مطاوع ، أن هذه الضربات تأتي في إطار رسالة أمريكية أوسع تتعلق بالملف الإيراني، مؤكدًا أن واشنطن تريد إعادة ضبط المشهد في الشرق الأوسط بما يضمن مصالحها الأمنية والاقتصادية، مضيفا ترامب كان قد لوّح في وقت سابق بموقف أكثر تشددًا تجاه إيران، وهو ما يظهر الآن من خلال التصعيد العسكري في المنطقة، مؤكدا أن الضغوط الأمريكية لا تستهدف إيران فقط، بل تشمل أيضًا حركة حماس، التي ترى الإدارة الأمريكية أنها تماطل في التعاطي مع المقترحات الدولية، خاصة مقترح يتكوف الخاص بتهدئة الأوضاع في غزة.
الهيمنة الأمريكية
وفيما يتعلق بالسياق الأوسع لهذه الضربات، أوضح مطاوع، أن الولايات المتحدة تسعى لإعادة فرض سيطرتها على الممرات المائية الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن واشنطن لا تقبل بوجود قوى غير خاضعة لها تتحكم في طرق التجارة البحرية.
وأكد أن التصعيد العسكري، ضد الحوثيين هو جزء من سياسة أمريكية تهدف إلى التأكيد على أن أي نفوذ على الممرات المائية يجب أن يكون تحت المظلة الأمريكية. وفي هذا الإطار.
وقال مطاوع:"واشنطن تريد أن تثبت أنها صاحبة اليد العليا في تحديد قواعد اللعبة في المنطقة، وبالتالي فإن الضربات الأخيرة تهدف إلى إعادة ضبط التوازنات الاستراتيجية في البحر الأحمر والخليج العربي."
تصعيد طويل الأمد
وحول مستقبل هذه العمليات العسكرية، توقع مطاوع أن تستمر الضربات الأمريكية ضد الحوثيين لأسابيع وليس لأيام، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد تتبنى استراتيجية "الضغط المتدرج"، بحيث يتم تنفيذ ضربات متتالية تستهدف البنية العسكرية للحوثيين، دون التورط في مواجهة مباشرة واسعة النطاق.
وأضاف مطاوع، أن طبيعة هذه الضربات تعكس رغبة واشنطن في توجيه رسائل ردع قوية، مع تجنب التورط في حرب طويلة الأمد، وهو ما يتماشى مع سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة.
انعكاسات الضربات الأمريكية
وعلى صعيد تأثير هذه الضربات على الوضع الإقليمي، أوضح مطاوع أن التصعيد الأمريكي قد يؤدي إلى مزيد من التوترات في المنطقة، خاصة إذا قررت إيران الرد بشكل غير مباشر عبر وكلائها في العراق وسوريا ولبنان، مؤكدا أن الحوثيين قد يسعون إلى تصعيد عملياتهم ضد السفن التجارية في البحر الأحمر كرد فعل على الضربات الأمريكية، وهو ما قد يستدعي تدخلًا دوليًا أوسع لضمان أمن الممرات البحرية.

التوازنات الاستراتيجية
وشدد مطاوع، على أن المشهد في الشرق الأوسط يتجه نحو مزيد من التعقيد، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة ترتيب التوازنات الاستراتيجية، بينما تحاول القوى الإقليمية تعزيز نفوذها، مشيرا إلى أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه الضربات ستؤدي إلى تهدئة نسبية أم أنها ستفتح الباب أمام تصعيد أوسع يشمل أطرافًا إقليمية ودولية أخرى.