لماذا تصرّ إسرائيل على تهجير الفلسطينيين من غزة؟.. عبد المنعم سعيد يفضح المخطط

في خضم الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، تزداد التساؤلات حول النوايا الحقيقية وراء العمليات العسكرية التي تجاوزت حدود المواجهة الأمنية، لتلامس شبهة تطهير عرقي وتهجير قسري.
وفي هذا السياق، خرج المفكر والسياسي المصري الدكتور عبد المنعم سعيد بتصريحات مثيرة، كشف فيها عن ما وصفه بـ"المخطط الأخطر" الذي تسعى إسرائيل لتنفيذه في غزة.
خطة إسرائيلية مبيّتة: من المواجهة إلى التهجير القسري
ويرى الدكتور عبد المنعم سعيد، خلال حوار ببرنامج “ نظرة”، عبر فضائية" صدي البلد "، الذي يقدمة الإعلامي حمدي رزق، مساء اليوم الجمعة، أن إسرائيل لم تعد تكتفي بالقصف أو العمليات البرية المحدودة، بل باتت تتحرك ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى تفريغ قطاع غزة من سكانه الفلسطينيين.
وأشار إلى أن ما يحدث لا يُمكن فصله عن سياق أوسع يسعى إلى تغيير التركيبة الديمغرافية في الأراضي الفلسطينية، عبر سياسات ممنهجة للضغط على السكان وإجبارهم على النزوح، وهذه السياسة لم تعد خفية، بل تتجلى في حجم الدمار الممنهج واستهداف البنية التحتية الحيوية، مثل المستشفيات، ومحطات الكهرباء، والمراكز التعليمية، مما يجعل الحياة شبه مستحيلة داخل القطاع، وهو ما يدفع الفلسطينيين دفعاً نحو الهروب بحثاً عن ملاذ آمن.
أهداف استراتيجية لإسرائيل تتجاوز الردع الأمني
وأكد عبد المنعم سعيد أن الهدف الإسرائيلي لا يقتصر على كبح جماح حماس أو الفصائل المسلحة، بل يتعداه إلى فرض واقع جديد على الأرض، وهو ما يتوافق مع بعض التسريبات الإعلامية والتصريحات السياسية التي ألمحت إلى مشاريع لنقل سكان غزة إلى سيناء أو إلى دول مجاورة، تحت ذرائع إنسانية.
ويحذر سعيد من أن هذا المخطط يحمل أبعاداً خطيرة ليس فقط على الفلسطينيين، بل على الأمن الإقليمي برمّته. إذ إن نجاح إسرائيل في فرض تهجير قسري من غزة سيشكل سابقة خطيرة يمكن أن تتكرر في الضفة الغربية لاحقًا، ما يعني نهاية مشروع الدولة الفلسطينية فعليًا.
الدعم الدولي والتواطؤ الصامت
ويتساءل سعيد عن الدور الغامض للمجتمع الدولي في هذه الأزمة، خاصة في ظل صمت عدد من القوى الكبرى وتبريرها غير المباشر لما تقوم به إسرائيل. كما يشير إلى أن هذا "الصمت" يُعد شكلاً من أشكال التواطؤ الضمني، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول مدى التزام العالم بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وأردف سعيد إن تجاهل الجرائم ضد المدنيين، وعدم فرض عقوبات حقيقية على إسرائيل، يشجعها على المضي قدمًا في سياسات الإبادة البطيئة والتهجير الجماعي، ويضيف أن استهداف أكثر من نصف سكان غزة بالحصار والدمار لا يمكن تبريره تحت أي مبرر أمني.
هل سينجح المخطط الإسرائيلي في غزة؟
واستطرد أنه رغم الخطط الإسرائيلية المعلنة وغير المعلنة، يؤكد سعيد أن الشعب الفلسطيني يمتلك إرادة صلبة، وقدرة تاريخية على الصمود في وجه محاولات التهجير لكنه يشدد على أن استمرار الصمت العربي والدولي سيزيد من معاناة المدنيين، ويمنح إسرائيل مساحة أوسع لتنفيذ مخططها.
واختتم قائلا: أن المواجهة الحقيقية لهذا المشروع تبدأ بتكثيف التحركات الدبلوماسية، وتفعيل المحافل الدولية، خاصة محكمة الجنايات الدولية، لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم. كما دعا إلى دور أكبر للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الوقوف بوجه هذه الخطط التوسعية.