«أبطال الحكاية» .. أول فرقة استعراضية لذوي الهمم فى ورسعيد

في مجتمعٍ يسعى نحو التقدم والازدهار، تبرز قيمتها في قدرتها على احتضان جميع أفرادها، متجاوزةً الحواجز والعوائق ، و يُعَدُّ دعم ذوي الهمم ليس فقط واجبًا إنسانيًا، بل هو استثمارٌ حقيقي في تنوع القدرات والإمكانات التي تثري نسيج المجتمع ، فمن خلال توفير بيئةٍ شاملةٍ تُلَبِّي احتياجاتهم، نفتح آفاقًا جديدة للإبداع والابتكار، ونُؤَكِّد على أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، بل بدايةٌ لمسارٍ مليءٍ بالتحديات والإنجازات.
إن تمكين ذوي الهمم من المشاركة الفاعلة في مختلف مجالات الحياة يُعَزِّز من صحتهم النفسية، ويُقَلِّل من شعورهم بالعزلة، مما ينعكس إيجابًا على المجتمع بأسره.
وفي هذا السياق، تبرز فرقة "أبطال الحكاية" كأول فرقة استعراضية لذوي الهمم في فرع ثقافة بورسعيد، لتكون مثالًا حيًا على كيفية تمكين ذوي الهمم من التعبير عن مواهبهم وتحقيق الإنجازات، مما يعكس أهمية الدمج المجتمعي ودور الفن في تعزيز الثقة بالنفس وتطوير المهارات.

في لقاء خاص مع موقع "نيوز روم"، تحدث يسري الصلاحي، مدير فرقة "أبطال الحكاية" لذوي الهمم والدمج، عن الفرقة التي تأسست قبل 3 سنوات على يد المخرج الراحل محمود سأسأ، وتتألف الفرقة من 60 عضوًا من ذوي الهمم والأشخاص الطبيعيين، حيث تشمل الإعاقات الحركية والبصرية والذهنية، مع دمج بينهم وبين زملائهم الطبيعيين. يقع مقر الفرقة في مركز شباب أكتوبر بحي الزهور، وتتنوع أنشطتها بين الاستعراضات الفنية، إلقاء الشعر، الغناء، والتمثيل.

فوازير رمضان ومشاركات متميزة
أوضح الصلاحي أنه للعام الرابع على التوالي، يتم تصوير فوازير رمضان بمشاركة أعضاء الفرقة، وتُذاع على الصفحة الرسمية لمركز شباب أكتوبر. كما شاركت الفرقة في العديد من المناسبات الرسمية والاحتفالات الوطنية والعامة بالمحافظة، وكان آخرها مشاركتها في إحياء ليالي رمضان الثقافية والفنية التابعة لقصر ثقافة بورسعيد، بحي الزهور على المسرح المكشوف بحديقة ميدان بنزرت.

أعضاء متميزون في مجالات متعددة
وأشار مدير الفرقة إلى تميز أعضائها في مختلف المجالات الفنية والرياضية والتعليمية. منهم لميس إسلام، التي شاركت في مؤتمر "قادرون باختلاف" أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي الآن تدرس في مرحلة الثانوية العامة، وتتمتع بمواهب متعددة في الغناء، الاستعراضات الفنية، ومتخصصة في الجرافيك. كما يبرز يوسف أسامة، الحاصل على ميداليتين في السباحة، وفارس الذي حقق مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية في ألعاب القوى، وغيرهم من الأعضاء الذين يحققون إنجازات في مجالات مختلفة.

دور الفرقة في تعزيز الثقة بالنفس
في هذا السياق، تحدثت حبيبة محمد، المخرج المساعد في فرقة "أبطال الحكاية" ووالدة أحد الأعضاء، عن تأثير أنشطة الفرقة على ذوي الهمم. أشارت إلى أن الفرقة، التي تضم أغلبها من ذوي الهمم بمختلف إعاقاتهم، ساعدتهم كثيرًا في بناء الثقة بالنفس، وجرأة الوقوف على المسرح والتعبير عن أنفسهم ومواهبهم، خاصة من خلال مشاركتهم في الفوازير.

قصة نجاح فارس فياض
أعربت حبيبة عن سعادتها بتطور حالة ابنها، فارس فياض، البالغ من العمر 16 عامًا، والذي يعاني من الإعاقة الذهنية والتوحد منذ صغره. أوضحت أن مشاركته في الفرقة أكسبته الثقة بالنفس، والقدرة على التعامل مع الناس دون خوف، وأصبح له كيان مستقل وشخصية، وزاد حبه للفن والرياضة، واكتسب خبرات من خلال مشاركته في فرقة "أبطال الحكاية"، وهذا ينطبق على جميع أعضاء الفرقة الفنية.
تُعَد فرقة "أبطال الحكاية" مثالًا حيًا على كيفية تمكين ذوي الهمم من التعبير عن مواهبهم وتحقيق الإنجازات، مما يعكس أهمية الدمج المجتمعي ودور الفن في تعزيز الثقة بالنفس وتطوير المهارات.