بـ"تورتة ودموع".. رونالدو يحتفل بطباخ النصر في معسكر النمسا

في لفتة إنسانية لاقت إعجاب الملايين، احتفل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد نادي النصر السعودي، بعيد ميلاد طباخ بعثة الفريق خلال المعسكر الإعدادي المقام حالياً في النمسا، استعداداً للموسم الكروي الجديد.
مفاجأة مبهجة مؤثرة
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثر ظهر فيه رونالدو وهو يحمل قالب حلوى (تورتة) مزينة بالشموع، مقدماً إياها للطباخ وسط أجواء احتفالية مؤثرة، جعلت الأخير يغالب دموعه، قبل أن يعانق رونالدو بحرارة وامتنان.
جمهور النصر يتفاعل
لاقى الفيديو تفاعلاً واسعاً بين مشجعي كريستيانو رونالدو ومحبي نادي النصر، الذين أثنوا على تواضع النجم العالمي وروحه الطيبة داخل المعسكر، رغم مكانته العالمية وسنه الذي تجاوز الأربعين عاماً.
سجل إنساني مشرف
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُظهر فيها رونالدو جانبه الإنساني، حيث سبق أن دعم ضحايا كارثة تسونامي إندونيسيا عام 2004، كما ساهم في تأسيس مركز لعلاج السرطان في مسقط رأسه ماديرا بالبرتغال، وتبرع بمبالغ ضخمة لدعم متضرري زلزال نيبال، بحسب تقارير صحفية دولية.
تحضيرات النصر مستمرة
وكانت بعثة النصر قد وصلت إلى النمسا في 20 يوليو الماضي لبدء التحضيرات تحت قيادة المدرب الجديد جورجي جيسوس، فيما التحق رونالدو بالمعسكر بعد حصوله على إجازة أطول عقب مشاركته مع منتخب البرتغال وتتويجه بلقب دوري الأمم الأوروبية في يونيو.
وديات النمسا والبرتغال
وخاض الفريق خلال معسكر النمسا مباراتين وديتين أمام فريقي يوهان النمساوي وتولوز الفرنسي، على أن يتجه لاحقاً إلى معسكر جديد في البرتغال، يتخلله عدد من اللقاءات التجريبية استعداداً لانطلاقة الموسم.
موعد السوبر السعودي
ومن المقرر أن يفتتح النصر موسمه الجديد بمواجهة قوية أمام نادي الاتحاد، يوم 19 أغسطس الجاري، ضمن نصف نهائي كأس السوبر السعودي، في لقاء مرتقب يجمع نخبة نجوم الدوري.
وفي وقت سابق، أعلن النجم البرتغالي الأسطوري كريستيانو رونالدو بداية مشواره الإعدادي للموسم الجديد مع نادي النصر السعودي. لم تكن مجرد عودة للتدريبات، بل كانت رسالة قوية ومباشرة وجهها "الدون" عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقة بصورة له وهو يخوض أولى حصصه التدريبية في المعسكر الحالي.
هذه الرسالة، التي حملت عنوان "البداية الآن، أعيننا على المستقبل، نحن ملتزمون بالكامل"، لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل هي إشارة واضحة إلى جاهزيته التامة لخوض موسم قوي، ورغبته الجامحة في قيادة النصر نحو منصات التتويج التي غابت عن خزائن النادي في الموسم الماضي.

تأتي هذه الرسالة الحماسية في وقت تتأهب فيه جماهير النصر لانطلاقة الموسم الجديد من دوري روشن السعودي، وسط طموحات عريضة باستعادة اللقب الغائب، والمنافسة بقوة على كافة البطولات المتاحة.
هذا الطموح الكبير ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج صيف شهد تحركات بارزة على مستوى الصفقات الجديدة التي عززت صفوف الفريق، بالإضافة إلى التجهيزات الفنية الشاملة التي تهدف إلى بناء فريق قادر على المنافسة بقوة على كل الجبهات. وجود قائد بحجم كريستيانو رونالدو على رأس هذه المنظومة يُعطي الجماهير أملًا كبيرًا في تحقيق هذه الأهداف الطموحة.
يخوض النصر معسكره التحضيري حاليًا وسط أجواء من التركيز الشديد والالتزام التام، تحت قيادة المدرب البرتغالي لويس كاسترو. ويعوّل كاسترو بشكل كبير على خبرة كريستيانو رونالدو القيادية والفنية والذهنية. فبالإضافة إلى قدراته التهديفية الفذة، يُعرف رونالدو بقدرته على تحفيز زملائه، وغرس روح الانتصار في نفوسهم، وقيادة الفريق في أصعب اللحظات.
هذه الصفات القيادية تُعد حاسمة، خاصة بعد الموسم الماضي الذي شهد تألق النجم البرتغالي تهديفيًا بشكل لافت، لكنه لم يتوج بأي بطولة كبرى، مما يُشير إلى أن التحدي الأكبر هذا الموسم هو تحويل هذا التألق الفردي إلى إنجازات جماعية.
وكان رونالدو قد أنهى الموسم الماضي هدّافًا لدوري روشن السعودي برصيد 25 هدفًا، محققًا بذلك رقمًا قياسيًا جديدًا في مسيرته المميزة. ويتطلع هذا الموسم لمواصلة التألق على الصعيد الفردي، مع التركيز الأكبر على تحقيق الألقاب الجماعية التي طال انتظارها من جماهير النصر.
فالهدف واضح: ليس فقط تسجيل الأهداف، بل قيادة الفريق نحو الفوز بالدوري وكأس الملك، والعودة إلى الواجهة القارية.
أرقام رونالدو
سجّل كريستيانو رونالدو حضورًا هجوميًا استثنائيًا في الموسم الماضي، حيث أطلق 150 تسديدة على مرمى المنافسين، منها 88 تسديدة جاءت على المرمى مباشرةً، ما يعكس نشاطه الدائم داخل منطقة الجزاء ورغبته المستمرة في إنهاء الهجمات. ورغم إهداره لـ28 فرصة محققة، وهي نسبة قد تُشير إلى بعض النقص في الفاعلية أمام المرمى في بعض اللحظات الحاسمة، إلا أنه تمكّن من تعويض ذلك بتسجيل 33 هدفًا في مختلف المسابقات، وهو رقم يُعد استثنائيًا لأي لاعب في أي دوري.
لم يقتصر تأثير النجم البرتغالي على التسجيل فقط، بل امتد ليشمل مساهمته في صناعة الأهداف لزملائه. فقد صنع 3 أهداف بشكل مباشر، كما برز في خلق المساحات والفرص، بعدما صنع 13 فرصة كبيرة لزملائه، ما يعكس قدرته على التأثير ليس فقط كمُسجل للأهداف، بل أيضًا كممول للفرص الهجومية، مما يُضيف بعدًا آخر لخطورته داخل الملعب. هذه الأرقام تؤكد على الدور المحوري الذي لعبه رونالدو في المنظومة الهجومية للنصر، وقدرته على صناعة الفارق بمهاراته الفردية ورؤيته الثاقبة للملعب.
وعلى الرغم من الأداء الفردي المبهر لرونالدو، أنهى نادي النصر موسمه الماضي بخيبة أمل على صعيد البطولات، بعدما فشل في التتويج بأي لقب محلي أو قاري. هذه النتيجة كانت صادمة لجماهير النادي، خاصة وأن الفريق يمتلك واحدًا من أقوى التشكيلات في دوري روشن، بوجود كوكبة من النجوم العالميين والمحليين. ولم تتوقف خيبة الآمال عند هذا الحد، إذ عجز الفريق أيضًا عن حجز مقعد في النسخة القادمة من دوري أبطال آسيا – النخبة، بعدما أخفق في إنهاء الموسم ضمن المراكز المؤهلة، وهو ما يُعد ضربة موجعة لطموحات "العالمي" في استعادة حضوره القاري على أعلى مستوى.
لذلك، فإن رسالة رونالدو من معسكر الإعداد لا تُعد مجرد كلمات حماسية، بل هي بمثابة تعهد شخصي من قائد الفريق بتحويل خيبات الأمل السابقة إلى نجاحات مستقبلية. ومع الإعداد البدني والفني المكثف، والصفقات الجديدة التي أبرمها النادي، يبدو أن النصر يدخل الموسم الجديد بروح جديدة وطموح لا حدود له، يقوده الأسطورة كريستيانو رونالدو الذي يضع نصب عينيه هدفًا واحدًا: إعادة "العالمي" إلى مكانه الطبيعي على قمة الكرة السعودية والآسيوية.