أشرف زكي: من لا يعرف أم كلثوم يرتكب جريمة فنية في حق نفسه| فيديو
كشف الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية ورئيس أكاديمية الفنون الأسبق، عن الهيكل الأكاديمي والتخصصات الدقيقة داخل المعهد العالي للفنون المسرحية، مؤكدًا أن لكل أستاذ دورًا محددًا في تشكيل موهبة الطالب وصقل أدواته.
أوضح أشرف زكي، وخلال لقائه مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "معكم" على قناة ON، أن أساتذة المعهد يتوزعون على تخصصات متعددة، مثل الإلقاء، الحرفية، التمثيل، اللغة العربية وغيرها، ما يضمن تكوين الفنان بشكل متكامل أكاديميًا وثقافيًا.
اختبار القبول ليس تقنيًا فقط
وتحدث أشرف زكي عن المعايير الدقيقة لاختبار الطلاب المتقدمين للالتحاق بالمعهد، مشيرًا إلى أنه يطرح على كل طالب سؤالًا ثقافيًا بسيطًا لكنه كاشف جدًا، وغالبًا ما يكون متعلقًا بأحد الأبيات التي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم.
وقال أشرف زكي: "لما الطالب يدخل اللجنة، براقب مدى مرونته واستجابته للملاحظات، وبسأله سؤال واحد لو معرفش يجاوب عليه، ممكن يرسب في الاختبار، بسأله مثلًا: (تعرف تقول لي من أجل عينيك عشقت الهوى؟) لو رد عليا بكلمة (نعم؟)، بأفهم على طول إنه ميعرفهاش".
أم كلثوم .. معيار للثقافة العامة
ووصف أشرف زكي عدم معرفة تراث أم كلثوم بأنه أمر غير مقبول تمامًا، قائلًا: "اللي ميعرفش أم كلثوم دي جريمة، لأننا في مصر، ومصر هي أم كلثوم"، في إشارة إلى أن الفنان يجب أن يكون ملمًا بالمكونات الثقافية والرموز الفنية لبلاده، والتي تمثل جزءًا من هويته الإبداعية.
وأشار أشرف زكي إلى أن هذا النوع من الاختبارات لا يهدف لإقصاء الطلاب، بل لتحديد مدى ثقافتهم العامة واستعدادهم للالتحام بالهوية الفنية المصرية، والتي يُعد صوت أم كلثوم أحد أعمدتها الراسخة.
واقعة بيت الفرزدق
واسترجع أشرف زكي واقعة طريفة خلال أحد اختبارات القبول، قائلاً: "مرة كان في ولد لطيف جدا، وقلتله بيت شعر للفرزدق، لكنه ماعرفش يرد، حسيت إنه موهوب لكن ثقافته ضعيفة"، مؤكدًا أن الثقافة والمعرفة جزء لا يتجزأ من التكوين الفني.
وأوضح أشرف زكي أن التمثيل لا يقتصر على الأداء فقط، بل يتطلب مخزونًا ثقافيًا ولغويًا وفنيًا يساعد الممثل على فهم الشخصية وتجسيدها بعمق.
رسالة واضحة .. الثقافة قبل الشهرة
في ختام حديثه، شدد أشرف زكي على أن الشهرة لا يجب أن تسبق التكوين الأكاديمي والثقافي، مشيرًا إلى أن الفنان الحقيقي هو من يجمع بين الموهبة، والانضباط، والمعرفة، وهي الثلاثية التي يسعى معهد الفنون المسرحية لغرسها في طلابه.
وتعكس تصريحات أشرف زكي حرص النقابة والمعهد على الحفاظ على الهوية الثقافية لمصر من خلال تخريج أجيال واعية، قادرة على حمل إرث الفن المصري الأصيل، وتمثيله أمام العالم.
