عاجل

ليس مجرد ترفيه.. استخدام الشاشات قد يؤخر تعافي الأطفال نفسيًا فعليًا

استخدام الشاشات قد
استخدام الشاشات قد يؤخر تعافي الأطفال نفسيًا

استخدام الشاشات قد يؤخر تعافي الأطفال نفسيًا، هذا ما أكدته دراسة نفسية موسعة أُجريت على مئات الآلاف من الأطفال حول العالم. الدراسة ركزت على الأثر العاطفي والنفسي طويل المدى لاستخدام الشاشات منذ سن مبكرة، محذّرة من تحول الأجهزة الإلكترونية إلى عامل ضغط على نفسية الطفل.

نُشرت الدراسة في مجلة Psychological Bulletin، بعد تحليل بيانات أكثر من 292,000 طفل دون العاشرة، عبر 117 دراسة طولية استمرت لعقود. وخلصت إلى أن استخدام الشاشات قد يؤخر تعافي الأطفال نفسيًا مع مرور الوقت، خاصة حين يقترن ذلك باضطرابات سلوكية أو عاطفية موجودة مسبقًا لدى الطفل.

طفل
طفل

الاستخدام الطويل يُفاقم المشكلات النفسية

أوضحت نتائج الدراسة أن تأثير الشاشات لا يكون واضحًا على الفور، لكنه يظهر بوضوح على المدى الطويل. فكلما طالت مدة الاستخدام، زادت حدة الأعراض النفسية. وتحديدًا، بعد مرور أربع سنوات أو أكثر من الاستخدام المستمر، يصبح استخدام الشاشات قد يؤخر تعافي الأطفال نفسيًا بشكل أكثر وضوحًا وخطورة.

ألعاب الفيديو الخطر الأكبر

كشفت البيانات أن ألعاب الفيديو تمثل الخطر الأكبر من بين الأنشطة الرقمية، إذ لاحظ الباحثون أن استخدام الشاشات قد يؤخر تعافي الأطفال نفسيًا بصورة أكبر عند اللعب مقارنة بمشاهدة الفيديوهات أو البرامج. الأطفال الذين يعانون من مشكلات نفسية، غالبًا ما يستخدمون الألعاب الإلكترونية للهروب من الواقع، مما يزيد من اعتمادهم عليها ويُعمّق الاضطراب النفسي.

ألعاب الفيديو
ألعاب الفيديو

اختلاف التأثير حسب العمر والجنس والخلفية

ذكرت الدراسة أن استخدام الشاشات قد يؤخر تعافي الأطفال نفسيًا بشكل متفاوت حسب الفئة العمرية والجنس. الفتيات في سن الطفولة المتوسطة كنّ أكثر تأثرًا عاطفيًا بالمحتوى الرقمي، بينما استخدم الأولاد الأكبر سنًا الشاشات كآلية للهروب من التوتر أو الضغوط.

ولاحظ الباحثون فروقات مرتبطة بالخلفية العرقية، إذ كان التأثير النفسي أكثر حدة لدى الأطفال من خلفيات غير بيضاء، وهو ما فُسر بتفاوت في جودة المحتوى، أو في مستوى الدعم الأسري والاجتماعي المتاح.

المحتوى السيئ قد يُضاعف الأثر النفسي

واحدة من النقاط التي ناقشتها الدراسة هي دور نوعية المحتوى المعروض على الطفل. فإذا كان المحتوى يتضمن مشاهد عنف أو توتر أو تنافسية مفرطة، فقد يكون استخدام الشاشات قد يؤخر تعافي الأطفال نفسيًا بطريقة أكبر مقارنة بالمحتوى التعليمي أو الترفيهي المعتدل. لذلك، شدد الباحثون على ضرورة الرقابة الأبوية للمحتوى، وليس فقط للمدة الزمنية.

الآباء مطالبون بالتدخل المبكر والذكي

في ضوء هذه النتائج، أكد الباحثون أن الحل لا يقتصر على تحديد عدد ساعات استخدام الأجهزة. بل على الأهل محاولة فهم الدوافع النفسية خلف بقاء الطفل أمام الشاشة لفترات طويلة. لأن استخدام الشاشات قد يؤخر تعافي الأطفال نفسيًا إذا كان مرتبطًا بالعزلة أو القلق أو الاكتئاب، ما يتطلب دعمًا نفسيًا حقيقيًا بجانب تقليل وقت الشاشة.

تم نسخ الرابط