«فيضانات إثيوبيا».. عباس شراقي يكشف مفاجآت بشأن سد النهضة | فيديو

قدم الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، رؤية علمية وموضوعية، في ظل الفيضانات العارمة التي تشهدها إثيوبيا حاليًا، تصاعدت التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الفيضانات ستؤثر على مصر، سواء من حيث حصتها المائية من نهر النيل أو على وضع سد النهضة الإثيوبي. وردًا على هذه التساؤلات.

85% من مياه النيل تأتي من إثيوبيا

في بداية حديثه، أوضح الدكتور عباس شراقي، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "حوار الخميس" المذاع على قناة "الحدث اليوم"، أن نهر النيل يتغذى من مصدرين رئيسيين: أولهما الهضبة الإثيوبية والتي توفر نحو 85% من مياه النهر، وثانيهما منطقة بحيرة فيكتوريا التي تسهم بـ 15% فقط. 

وأشار عباس شراقي إلى أن موسم الأمطار في منطقة فيكتوريا قد انتهى بالفعل هذا العام وكان أعلى من المتوسط، مما يعني أن هذه النسبة الصغيرة من المياه ستصل إلى مصر بصورة جيدة.

الأمطار بدأت ولمياه محجوزة

أما فيما يخص الهضبة الإثيوبية، فقد أكد عباس شراقي أن موسم الأمطار بدأ فعليًا خلال شهر يوليو، ويستمر حتى سبتمبر، مشيرًا إلى أن هذه هي الفترة التي تشهد أعلى معدلات سقوط الأمطار؛ غير أن هذه المياه لا تصل فورًا إلى مصر، لأنها محجوزة حاليًا في سد النهضة.

وأوضح عباس شراقي أن سد النهضة يحتوي الآن على نحو 64 مليار متر مكعب من المياه، ما يعني أنه قد امتلأ بالكامل تقريبًا، ففي العام الماضي، تركت إثيوبيا هامشًا احتياطيًا قدره مترين فقط تحت خط الامتلاء الكامل، أما هذا العام فتم استكمال هذين المترين، مما يشير إلى أن المياه ستبدأ قريبًا في التدفق من فوق السد، وقد يحدث ذلك خلال ساعات أو في اليوم التالي.

لا تأثير سلبي على مصر

طمأن عباس شراقي المصريين بأن الفيضانات التي تحدث حاليًا في إثيوبيا لن يكون لها تأثير سلبي على مصر، بل إن هذه المياه بعد اكتمال امتلاء سد النهضة ستبدأ في التدفق نحو السودان ومصر، مركدًا أن "مياه الموسم كله ستأتي إلى مصر إن شاء الله هذا العام"، في إشارة إلى أن التدفقات المائية ستكون جيدة، ولا يوجد ضرر على الحصة المائية لمصر.

وفي سياق حديثه، كشف شراقي أن سد النهضة قد بلغ حده الأقصى هذا العام، وأن الفيضان الحالي سيؤدي إلى فيضان المياه من فوق جسم السد، وهي مرحلة حرجة في تشغيل أي سد مائي، لأن مرور المياه فوق التوربينات والقنوات يختلف تمامًا عن تخزينها. واعتبر أن هذا مؤشر على انتهاء إثيوبيا من التخزين لهذه المرحلة، وأن مصر والسودان سيبدآن في تلقي حصتيهما الطبيعية من المياه خلال أيام قليلة.

رسالة طمأنة واضحة

واختتم الدكتور عباس شراقي مداخلته برسالة طمأنة واضحة، مؤكدًا أنه لا يوجد ضرر من الفيضانات الحالية في إثيوبيا على مصر، وأن البلاد ستبدأ في استقبال تدفقات المياه خلال الأسبوع المقبل. كما شدد على أهمية متابعة تطورات الوضع في سد النهضة بشكل دائم، لضمان استمرار التوزيع العادل للمياه وفقًا للاتفاقيات الدولية.