واشنطن: ترامب يرغب في تسوية أزمة حرب روسيا وأوكرانيا في 8 أغسطس

أبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّر بوضوح عن رغبته في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا في موعد أقصاه الثامن من أغسطس، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وفي كلمته أمام أعضاء المجلس الـ15، قال الدبلوماسي الأمريكي البارز جون كيلي: "ينبغي على كل من روسيا وأوكرانيا الانخراط في مفاوضات تفضي إلى وقف لإطلاق النار وتحقيق سلام دائم"، مضيفًا: "لقد حان وقت الاتفاق، والرئيس ترامب أكد أن هذا يجب أن يتم قبل حلول الثامن من أغسطس، والولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ تدابير إضافية لضمان التوصل إلى السلام".
في المقابل، دعا وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا إلى تصعيد الضغط الدولي على موسكو، وذلك بعد قصف روسي على كييف أودى بحياة ستة أشخاص وأصاب عشرات آخرين.
وكتب سيبيغا عبر منصة "إكس": "صباح كييف كان مروّعًا. لقد أبدى الرئيس ترامب الكثير من السخاء والصبر مع بوتين في سبيل إيجاد حل"، وتابع: "لكن الآن حان الوقت لتطبيق أقصى درجات الضغط على موسكو، يجب تنسيق العقوبات، آن أوان فرض السلام بالقوة".
من جانبه، كشف وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو، عبر "تلغرام"، أن روسيا استهدفت كييف بصواريخ وطائرات مسيّرة خلال الليل، وأن منطقتي سفياتوشينسكي وسولوميانسكي كانتا الأكثر تضررًا جراء الهجوم.
ترامب يهاجم رئيس روسي سابق
وفي تطور لافت، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا شديد اللهجة لنائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس الروسي السابق، دميتري مدفيديف، داعيًا إياه إلى التوقف عن إطلاق تصريحات استفزازية.
وكتب ترامب على منصة "تروث سوشيال": "أبلغوا مدفيديف، ذلك الرئيس الروسي الفاشل الذي لا يزال يتوهم أنه في السلطة، أن يزن كلماته جيدًا، فهو يقترب من منطقة بالغة الخطورة".
ويأتي هذا التحذير بعد سلسلة من التصريحات العدائية التي أطلقها مدفيديف ضد سياسة ترامب الأخيرة تجاه روسيا، لا سيما بعد قرار ترامب تقليص المهلة الممنوحة لموسكو من 50 يومًا إلى 10 أيام للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهو ما اعتبره مدفيديف "إعلان حرب مبطن"، مضيفًا: "ترامب يتناسى أن روسيا ليست إيران أو إسرائيل، ولن تنفعنا لغة التهديدات".
كما هاجم مدفيديف نية الإدارة الأمريكية فرض رسوم جمركية إضافية على روسيا وعدد من حلفائها التجاريين، معتبرًا أن هذه الخطوة "استعراضية"، ومؤكدًا أن موسكو لا توليها اهتمامًا يُذكر.
وتأتي هذه التصريحات النارية وسط تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء النزاع المستمر في أوكرانيا، في وقت تتوتر فيه العلاقات بين موسكو وواشنطن على خلفية عدة ملفات حساسة، أبرزها العقوبات، والتسليح، والتحالفات الاستراتيجية في كل من أوروبا وآسيا.
وفي هذا الإطار، أشار محللون إلى أن التحركات الأمريكية ليست ارتجالية، بل تعكس شعورًا بالإحباط داخل الإدارة الأمريكية نتيجة استمرار الحرب، وهو ما دفع ترامب إلى تسريع خطواته السياسية، لا سيما مع اقتراب موعد الوفاء بتعهده بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة من عودته إلى البيت الأبيض.
وأفادت تقارير بأن تقليص المهلة جاء عقب سلسلة اجتماعات مغلقة جمعت ترامب بعدد من القادة الأوروبيين، في مقدمتهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حيث أشارت مصادر إلى أن الطرف الأوروبي أبدى "خضوعًا شبه كامل" للإرادة الأمريكية، وفق ما أكده المحلل السياسي الدكتور محمود الأفندي.