بين العداء والولاء.. الهلال والنصر قصة ديربي لا تنتهي

حين تتوقف أنفاس العاصمة السعودية، ويشتعل قلب الرياض بالجنون الكروي، لا صوت يعلو فوق صوت ديربي الهلال والنصر، الديربي الذي لا يُقاس بالنقاط، بل بالتاريخ، الهيبة، والكرامة ، إنها المعركة التي لا تعترف بالمنطق ولا تخضع للحسابات، حيث تنصهر الألقاب، وتتحول المستطيلات الخضراء إلى ساحات قتال كروي يشهده الملايين.
صراع الزعيم و العالمي بديربي الرياض
هنا تتقابل الكبرياء الزرقاء مع العزة الصفراء، ويبدأ فصل جديد في صراع لا يموت بين “الزعيم” و”العالمي”، صراع تحدده الروح، وتُخلده اللحظات الخالدة، ديربي الرياض ليس مجرد مباراة، إنه حدث يُكتب في الذاكرة ولا يُنسى أبدًا، يعتبرديربي الرياض بين الهلال والنصر واحدًا من أعنف وأشهر الديربيات في كرة القدم الآسيوية والعربية، حيث يتجاوز الأمر مجرد مواجهة كروية إلى صراع طويل الأمد بين مدرستين كرويتين، وجمهورين لا يقبلان القسمة على اثنين، تتعدّد أسباب التوتر بين الفريقين، وتتراكم الذكريات على مدار عقود من التنافس الشرس الذي لا يعرف الهدوء.
أسباب العداء بين الهلال والنصر
العداء بين الهلال والنصر ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة تراكمات تاريخية ورياضية وإعلامية:
أولًا ، النجاح والتنافس المباشر، الفريقان من مدينة واحدة “الرياض”، وكل منهما يسعى للهيمنة على الساحة الكروية السعودية، النجاح المتبادل ولّد غيرة رياضية وصراعًا مستمرًا على الألقاب والهيمنة الجماهيرية.
ثانيًا ،القاعدة الجماهيرية، يتمتع الغريمان بجماهيرية طاغية في المملكة، وغالبًا ما تُستغل المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي في إثارة التعصب الرياضي بين الطرفين.
ثالثًا، الاختلاف في الهوية، الهلال يُلقّب بـ “الزعيم”، ويُعرف بطابعه الإداري المنظم والدعم الكبير من شخصيات رسمية وتجارية، بينما النصر يُلقّب بـ “العالمي”، ويتمسك بهويته كفريق شعبي ذو جذور تاريخية قوية، ويعتمد على ولاء جماهيره العاطفي.
وأخيرًا ،حوادث تحكيمية مثيرة للجدل، طوال السنوات، رافقت الكثير من مباريات الديربي قرارات تحكيمية مثيرة، زادت من نار الاحتقان بين الطرفين وجماهيرهما.
أبرز اللاعبين الذين ارتدوا قمصان الفريقين
من النادر أن ينتقل لاعب من أحد الفريقين إلى الآخر بسبب الحساسية الجماهيرية، لكن هناك بعض الحالات المثيرة:
سعد الحارثي، أحد أبرز نجوم النصر سابقًا، انتقل إلى الهلال عام 2011 في خطوة سبّبت صدمة لجماهير “العالمي”، ورغم أن فترته مع الهلال لم تُكلل بالنجاح الكبير، فإنها كانت محط جدل.
عبد الله الجمعان، بدأ مشواره مع الهلال وكان مهاجمًا بارزًا، وبعد فترة من التراجع انتقل للغريم، لكنه لم يحقق التأثير المنتظر.
أحمد الفريدي ، نجم الهلال و المتوج لالكثير من البطولات مع الأزرق ، تقلد قميص الغريم النصراوي في صدمة كبيرة لجماهير الزعيم حسين العلي ومحسن القرني:،كلاهما لعبا بقميصي الفريقين، لكنهما لم يتركا بصمة جماهيرية كبيرة بسبب قصر المدة.
اللاعبون الذين يرتدون قميصي الهلال والنصر غالبًا ما يجدون أنفسهم في مأزق بين نارين جماهيريتين، وهو ما يجعل مثل هذه التنقلات قليلة جدًا مقارنةً بديربيات أخرى.
أبرز النتائج التاريخية بين الهلال والنصر
شهد تاريخ مواجهات الفريقين لحظات لا تُنسى، من فوز ساحق إلى نهائيات مثيرة:
النصر 4-4 الهلال “1995” مباراة دوري مشهورة بالندية والجنون التهديفي، وانتهت بتعادل يُعتبر تاريخيًا.
الهلال 3-0 النصر نهائي كأس ولي العهد 2013 من النهائيات الحاسمة، حيث تفوق الهلال بوضوح وتوج باللقب.
النصر 3-2 الهلال “2014” فوز مهم للعالمي ضمن به لقب الدوري، وكانت واحدة من أروع مباريات الموسم.
الهلال 3-0 النصر 2017" فوز كبير للهلال حسم به بطولة الدوري، وشهدت المباراة سيطرة كاملة لـ”الزعيم”.
الهلال 5-3 النصر "2020" مباراة نصف نهائي كأس الملك، سجّل فيها الهلال فوزًا كبيرًا في لقاء اعتُبر واحدًا من أجمل الديربيات في التاريخ الحديث.
في المجمل، الهلال يتفوق تاريخيًا من حيث عدد الانتصارات والبطولات، إلا أن النصر يملك سلسلة مواجهات مؤثرة ونتائج حاسمة في لحظات فارقة، ما يعكس التكافؤ النسبي في القيمة التنافسية للديربي.
ديربي أكثر من مجرد مباراة
ما يُميز ديربي الرياض أنه لا يخضع لأي معادلات ثابتة،الحالة الفنية للفريقين قد لا تُترجم إلى نتائج داخل الملعب، الديربي محك للكبرياء، ونافذة للفخر الجماهيري، وغالبًا ما يُعتبر موسمًا خاصًا بحد ذاته داخل الموسم الكروي.
في كل لقاء، تتوقف الحياة في العاصمة السعودية، وتتحول مواقع التواصل إلى ساحة معركة بين “الزعيم” و”العالمي”. وبين صفحات التاريخ، تبقى المواجهات بين الهلال والنصر شاهدة على واحد من أعظم فصول كرة القدم العربية.