محمد فهيم: العالم يواجه أزمة وجودية تهدد الأمن الغذائي بسبب الظواهر المناخية

أكد الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، أن أزمة المناخ لم تعد محصورة في منطقة جغرافية أو دولة بعينها، بل أصبحت أزمة عالمية شاملة تهدد كل دول العالم، بما في ذلك الدول المتقدمة ذات البنية التحتية القوية والاحتياطيات الغذائية الضخمة.
وأوضح محمد فهيم، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "اقتصاد مصر" المذاع على قناة أزهري، أن الأمن الغذائي العالمي بات على المحك، نتيجة التغيرات المناخية المتسارعة وغير المسبوقة، والتي تؤثر سلبًا على الإنتاج الزراعي والموارد الطبيعية.
الدول المتقدمة لم تعد بمنأى
وأشار محمد فهيم إلى أن هناك تصورًا خاطئًا لدى البعض بأن الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية بمنأى عن التأثيرات المناخية بسبب تفوقها الاقتصادي والتقني، لكن الواقع اليوم أثبت أن هذه الدول باتت في قلب الأزمة.
وأضاف محمد فهيم أن الأزمة المناخية ليست عابرة أو مؤقتة، بل هي قضية مستمرة ومتفاقمة تتطلب تحركًا عالميًا عاجلًا وحقيقيًا، وليس مجرد وعود ومبادرات على الورق.
مؤتمرات المناخ .. وعود دون تنفيذ
وانتقد الدكتور محمد فهيم أداء المجتمع الدولي في التعامل مع أزمة المناخ، مؤكدًا أن مؤتمرات المناخ السنوية تكرّر نفس التعهدات والالتزامات بخفض الانبعاثات الكربونية، لكن التنفيذ الفعلي على الأرض غائب بشكل ملحوظ.
وقال محمد فهيم: "نسمع وعودًا كل عام، لكن الواقع لا يشهد تغيرًا جذريًا، بل تستمر معدلات التلوث والانبعاثات في التصاعد، مما يفاقم من ظواهر الجفاف والحرارة والفيضانات حول العالم".
ظاهرة غير مسبوقة في مصر
وتحدث محمد فهيم عن ظاهرة القبة الحرارية التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية، واصفًا إياها بأنها حالة جوية استثنائية وغير معتادة، تسببت في ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، خصوصًا في دلتا النيل، حيث تخطت الحرارة حاجز الـ43 درجة مئوية.
وأشار محمد فهيم إلى أن هذه الظاهرة تُعد انقلابًا مناخيًا واضحًا، إذ إن مناطق الجنوب المعروفة تقليديًا بارتفاع الحرارة، شهدت درجات حرارة أقل نسبيًا من مناطق الشمال، وهو ما يثير القلق بشأن تغيرات المناخ الإقليمية.
أسباب الظاهرة وارتباطها
وأوضح محمد فهيم أن سبب هذه الظاهرة الجوية يعود إلى امتداد غير معتاد لمرتفع جوي كان من المفترض أن يتمركز فوق جنوب أوروبا، إلا أنه امتد إلى شرق المتوسط، بما في ذلك مصر.
وتابع محمد فهيم: "هذا الامتداد نتج عنه قبة حرارية حبست كتلًا من الهواء الساخن فوق المناطق الشمالية، ما أدى إلى موجة حرارة خانقة تسببت في تضرر المحاصيل الزراعية وزيادة الأحمال على البنية التحتية.
التغير المناخي والزراعة
أشار محمد فهيم إلى أن الزراعة من أكثر القطاعات تأثرًا بهذه الظواهر المناخية، وأن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الظواهر المتطرفة تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية وتهديد سلاسل الإمداد الغذائية.
كما شدد محمد فهيم على أن استمرار هذه التحولات المناخية سيؤثر سلبًا على الاقتصاد المصري والعالمي، مشيرًا إلى أهمية التخطيط الجاد لاعتماد أنظمة زراعية مرنة ومتكيفة مع التغيرات المناخية، مع تعزيز تقنيت الري الحديث وتقليل الفاقد.

أزمة المناخ الوجودية
أكد الدكتور محمد فهيم أن العالم بات أمام أزمة مناخ وجودية تهدد الأمن الغذائي واستقرار الأنظمة البيئية، ولم تعد هناك دولة محصنة ضد آثار التغيرات المناخية، بما فيها الدول الغنية.
كما شدد محمد فهيم على أن الظواهر الجوية مثل القبة الحرارية ليست مجرد موجات عابرة، بل دلائل على انقلاب مناخي يتطلب تحركًا عالميًا جادًا، وتحولًا فعليًا في التعامل مع ملف المناخ، بعيدًا عن الشعارات والوعود غير المُلزمة.