خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لاختبار القلوب وفتح أبواب الجنة| فيديو

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن موجات الحر الشديدة التي تمر بها البلاد في هذه الأيام ليست مجرد مشقة يتحمّلها الإنسان، بل يمكن أن تتحول إلى فرصة عظيمة للتقرب إلى الله عبر أعمال الخير والرحمة.

وقال خالد الجندي، خلال برنامجه "لعلهم يفقهون" على قناة dmc، اليوم الخميس، إن المسلم إذا أحسن استغلال هذه الأوقات بنيّة خالصة ، فإنها قد تكون سببًا في دخوله الجنة ، مشيرًا إلى أن الإحسان في أبسط الأمور قد يكون عظيم الأثر عند الله.

مظاهر الرحمة من أبسط الأفعال

أوضح خالد الجندي أن الرحمة تتجلى في سلوكيات بسيطة يستطيع كل إنسان القيام بها دون عناء أو تكلفة، مثل إطعام الطيور، وسقاية الحيوانات، والتخفيف عن الناس الذين يتألمون من حرارة الجو، سواء في الشارع أو المنازل.

واستشهد خالد الجندي بحديث النبي ﷺ الذي أخبر أن امرأة دخلت الجنة لأنها سقت كلبًا كان يلهث من العطش، ما يؤكد أن الأعمال الصغيرة قد تكون عظيمة في ميزان الحسنات.

طبق ماء قد يُنجيك

وخاطب خالد الجندي جمهوره قائلاً: "افتكر إن طبق مياه تحطه على شباكك للعصافير، أو إناء تسيبه في الشارع للكلاب أو القطط، ممكن يكون سبب نجاتك، لأن ربنا غفور شكور".

وأضاف خالد الجندي أن الله يضاعف الأجر على النية الطيبة والفعل الصادق، حتى وإن بدا بسيطًا في نظر الناس، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

الرحمة تبدأ من البيت

وانتقل خالد الجندي للحديث عن العلاقات داخل الأسرة، مؤكدًا أن الرحمة لا تقتصر على الغرباء، بل تبدأ من البيت.

ودعا خالد الجندي كل زوج إلى أن يتقي الله في زوجته ويقدّر تعبها، خاصة في ظل موجة الحر الشديدة، ويتجاوز عن أي تقصير بنيّة الاحتساب، كما طالب الزوجات بالتعامل بلطف مع أزواجهن، قائلًا: "اللي راجع من شغل ودرجة الحرارة نار، تستقبليه برفق وابتسامة، وتعدي عن الزعل، لأن دي كلها صور من الرحمة، والراحمون يرحمهم الرحمن".

الرحمة تنتشر في كل مكان 

وشدد خالد الجندي على أن الرحمة لا تحتاج مالًا أو إمكانيات كبيرة، بل يمكن أن تكون في الكلمة الطيبة، أو النظرة الحنونة، أو الدعاء الصادق.

وقال: "لو كل واحد بدأ بالرحمة في بيته، هنشوف انعكاس ده في الشارع، في الشغل، في كل مكان، لأنها تنتشر بالقدوة، مؤكدًا أن "الرحمة الحقيقية هي اللي تظهر وقت الضيق، ووقت الشدة، زي الأيام دي، والناس محتاجة بعض".

الأعمال الصغيرة عظيمة الأجر

ودعا خالد الجندي إلى أعمال بسيطة مثل توزيع زجاجات المياه الباردة على المارة، أو وضع مظلة في مكان انتظار، أو حتى الدعاء للناس في الطريق، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال ربما تكون سببًا في مغفرة عظيمة من الله.

وأضاف خالد الجندي: "ادعي للناس اللي تقابلهم، حتى لو ما تعرفهمش، لأن في ملك بيقول لك: ولك مثل ما دعوت له".

كن من عباد الله الشكورين

وختم خالد الجندي حديثه بتذكير الناس بقول الله تعالى: "اعملوا آل داوود شكرًا"، وقوله أيضًا: "وقليل من عبادي الشكور"، مؤكدًا أن القليل الذين يشكرون الله بالأفعال لا بالأقوال فقط هم من ينالون القرب منه والرحمة.

وذكر خالد الجندي: "خليك من القليل دول.. وخلينا نضاعف الرحمة في كل مكان، ونحتسب الأجر في كل فعل، لأن ربنا لا يضيع أجر من أحسن عملًا".