«دمك ما راحش هدر يا عربي».. صرخة أم بقاعة المحكمة بعد إحالة قاتل نجلها للمفتى

في مشهد مؤثر لا تُمحى ملامحه، انطلقت صرخة أم مكلومة من قاعة محكمة جنايات بنها، بعدما نطق القاضي بقرار إحالة أوراق قاتل ابنها "عربي صلاح العشماوي" إلى مفتي الجمهورية، تمهيدًا لإعدامه.
لم تكن تلك الصرخة مجرد كلمات، بل كانت زفرة من قلب احترق على فراق الابن، وسنوات من القهر والانتظار والدموع.
قالت الأم، وهي تمسك بصورة نجلها:
"أنا مستنيا اللحظة دي من يوم ما دفنّاه.. كنت كل ليلة أبص في صورته وأسأل ربنا ياخدلي بحقي.. النهاردة حسّيت إن دعائي ما راحش.. دم ابني ما راحش هدر".
أما والده، الذي حاول أن يبدو متماسكًا، فقد وقف دامع العينين، يردد بصوت متهدج: "عربي كان شهم وابن ناس، عمره ما آذى حد، وكان بيكسب رزقه بالحلال.. قتله غدرًا قدام الناس، وراح من غير ذنب.. النهاردة حسّيت إن ربنا جبر بخاطرنا، والعدل اتكلم."
مشهد داخل المحكمة
جاء القرار في القضية التي هزّت قرية كفر الجزار – التابعة لمركز بنها – حينما أطلق المتهم "محمد. ا. م"، صاحب محل دواجن، النار على جاره الشاب "عربي العشماوي" بسبب خلافات حول أسعار البيع.
ارتفعت الأصوات بالبكاء داخل القاعة، بعد أن قال القاضي: "قررت المحكمة إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية، وحددت جلسة لاحقة للنطق بالحكم."
شقيق المجني عليه:
قال شقيق الضحية – وهو يبكي ويحتضن والده –:
"إحنا ما طلبناش غير حق أخونا.. كان قلب العيلة، كان ضهرنا.. أهو العدل رجع لنا جزء من اللي اتكسر فينا."
تفاصيل الجريمة
كشفت أوراق القضية أن المتهم تعمّد القتل، بعدما ضاق ذرعًا بموقف المجني عليه الثابت على البيع بالسعر الرسمي، فانتظر لحظة خروجه، وأطلق عليه طلقة خرطوش في الرأس، أمام المارة، وفر هاربًا.
النيابة وجهت للمتهم تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وحيازة سلاح ناري دون ترخيص، وأحيلت القضية إلى الجنايات.
الأسرة
«هنفضل فاكرينك يا عربي.. بس النهاردة بنقولك نام وارتاح.. حقك رجع، والقاتل جزاؤه العدل، وربك ما بينساش».