لماذا تعاني الكثيرات من اضطرابات الأكل بعد سن اليأس؟

بدأت القصة عند الأمهات المنافسات في منتصف العمر، كما تؤكد "لولو بانهام"، ثم امتدت لتكشف عن حقيقة مضطربة عن اضطرابات الأكل بعد انقطاع الطمث، التي تخفيها الكثيرات تحت ضغط المجتمع والتوقعات المثالية، وفقا لما جاء في "ديلي ميل".
ضغوط الصورة المثالية
أظهر مسح أجرته مؤسسة Butterfly في أستراليا أن 56% من النساء في مراحل قبل وبعد انقطاع الطمث يشعرن بعدم الرضا عن أجسادهن، بينما واحدة من كل عشر منهن تتجنب النظر إلى المرآة تمامًا .
تسعى المجتمعات ومواقع التواصل الاجتماعي لفرض نموذج "الجسم المثالي" حتى بعد الأربعينيات، وهو ما يضغط على المرأة لملاحقة رشاقتها بكل الطرق، حتى لو كانت غير صحية.
حمى المنافسة المراهقة
عند بلوغ الأولاد سن المراهقة، تحررت هذه الأمهات من دورهن المعتاد في الرعاية المباشرة، فانكفأ البعض على أنفسهن، واختفت الحاجة لنشاطات البيت واستبدلت بالنشاطات المظهرية، مثل الإقامة في مراكز بيلاتيس أو التخلي عن الغذاء مقابل الحميات الرياضية المكثفة.
كانت المنافسة بين صديقات متوسطات العمر على الظهور كأرقى وأشد نشاطًا، رغم أن التأثير النفسي والجسدي لهذا المسار المدمر بدأ ينعكس سلبًا على الصحة والعلاقات.
الرياضة كعقاب
في محاولة لاستعادة السيطرة، التحقت بيلاتيس، وجرت تدخلات رياضية مكثفة، حتى وصلت إلى المرحلة التي تعيش فيها بمعدل وجبة واحدة يوميًا، مثل طبق صغير من الكينوا. أصبحت الأوزان الزائدة هي العدو الرئيسي، والرياضة صارمتها الوحيدة. حتى صديقات اللواتي تناولن الكوكايين لخفض الشهية وصفن ذلك بالـ"حل".
في هذه الرحلة، صرخت الحقيقة: الجسد أصبح منعكسًا لإنسان ينسى ملامحه من دون أن يلاحظ، رغم الانحناء نحو أنماط حياة مدمرة.
القلق الجسدي العاطفي
تعاني الآن من أعراض جسدية: ترهل الجلد، ضعف الشعر، إرهاق جسدي وآلام واجهاد نفسي، وانخفاض في الرغبة الجنسية، ومع ذلك، لا تزال ترفض فكرة طلب المساعدة الطبية؛ إذ تخشى أن فقدان السيطرة سيؤثر على صورتها المتماحكة.
هل حان الانتباه؟
الحكاية ليست عن الوزن فقط، بل عن الهوية، الأمهات المتنافسات اللواتي فقدن وظائفهن أو تغيرت مراكزهن الاجتماعي، بات البحث عن المثالية وسيلة لإثبات الحضور والقيمة، لكن الثمن الحقيقي هو الصحة، والعلاقات، والسلام الداخلي.