عاجل

"لغة الطائر".. مونيكا حنا: العلماء العرب سبقوا الغرب فى فك رموز مصر القديمة

الدكتورة مونيكا حنا
الدكتورة مونيكا حنا

قالت الدكتورة مونيكا حنا، الباحثة في علم المصريات، إن العلماء العرب كانت لديهم مساهمات كبيرة في فك رموز اللغة المصرية القديمة، مستشهدة بمحاولات زنون والمسعودي والسيوطي، الذين أطلقوا عليها اسم "لغة الطائر" بسبب احتوائها على رموز طيور، وأضافت أن القبطية، لغة الكنائس المصرية، تمثل المرحلة الأخيرة من تطور هذه اللغة، ما يدل على إدراك العلماء العرب لعلاقة القبطية بالهيروغليفية قبل اكتشاف الغرب لها.  

وأوضحت  الدكتورة مونيكا حنا، أن إعادة استخدام المصريين القدماء للمعابد والمواقع الأثرية في مراحل دينية لاحقة لا تمثل تجاهلًا لقيمتها، بل تعكس امتدادًا حضاريًا متواصلًا، قائلة: "عندما تحول معبد إيزيس إلى كنيسة ثم إلى مسجد، فذلك يعبر عن قدسية المكان عبر الأزمنة، لا عن إهمال ثقافي".

 

وأعربت حنا، خلال لقائها مع الإعلامية منى الشاذلي ببرنامج "معكم" على قناة "ON"، عن رفضها التصورات الغربية التي تروج لفكرة أن المصريين تجاهلوا كنوزهم أو استخدموها كأحجار بناء، معتبرة أن هذه الرؤية تنبع من سردية استعمارية تهدف إلى الفصل بين مصر القديمة ومصر الحديثة.

 قالت الدكتورة مونيكا حنا، الباحثة في علم المصريات، إنها درست علم المصريات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، لكنني كنت دائمة النقد لما تلقيته من تعليم، إذ شعرت أن المنهجيات المعتمدة لا تعكس العمق الحضاري الحقيقي ولا تسهم في صناعة فهم مستقبلي لهذا العلم".

youtube

وقالت حنا، خلال لقائه مع الإعلامية منى الشاذلي ببرنامج "معكم" على قناة "ON": " أن تجربتها العملية منذ فترة دراستها الجامعية، وصولًا إلى مرحلة الدكتوراة وما بعدها، كانت مليئة بالملاحظات النقدية التي لم تجد لها إطارًا مناسبًا إلا حين بدأت العمل في دار الوثائق القومية، مؤكدة أن هذه المؤسسة تمثل كنزًا وطنيًا، حيث أتاحت لها الاطلاع على وثائق القرن التاسع عشر غير منشورة سابقًا، الأمر الذي عمق فهمها لسير الورقيات الرسمية المرتبطة بقطاع الآثار.

وفي وقت سابق الدكتورة مونيكا حنا، الخبيرة الأثرية المعروفة، أن مسألة حق مصر في استرداد آثارها بشكل عام، ولوحة رشيد الحجرية بشكل خاص، لا تحتاج إلى كثير من التوضيحات أو الإثباتات، فالتاريخ والتراث والآثار، بحسب حنا، ملك لشعوبهم التي أنشأتها وصنعتها.

حجر رشيد: قصة اغتصاب تاريخي وادعاءات غير مشروعة

شددت الدكتورة مونيكا حنا، على أن حجر رشيد قد تم "اغتصابه" من مصر خلال فترة الاحتلال الفرنسي، وأوضحت أن الفرنسيين قاموا بالتنازل عن الآثار التي عثروا عليها في مصر، ومن ضمنها حجر رشيد، للجيش المشترك (الإنجليزي - العثماني)، لكنها تشير -حنا- إلى غياب أي تنازل مكتوب من العثمانيين للبريطانيين عن هذه القطع كعضو في الجيش المشترك، مما دفع إنجلترا إلى اعتبار تلك الآثار "غنائم حرب".

معاهدة ويستفاليا: سند قانوني راسخ لأحقية مصر

تستند الدكتورة حنا إلى معاهدة ويستفاليا لعام 1648، التي أُبرمت في القرن الـ17، والتي نصت على حق الشعوب في ممتلكاتها التراثية، وتلفت إلى أن هذه المعاهدة صدرت قبل قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر، وقد أقرت صراحة أنه "لا يجوز أخذ أثر كغنيمة حرب".

وتؤكد حنا أن هذه المعاهدة مُلزمة لفرنسا، وتعتبرها كافية تمامًا لدحض أي حجة يقدمها أي طرف يحاول إثبات أن بريطانيا تملك حقًا قانونيًا في حجر رشيد. وتضيف أن إيطاليا، على سبيل المثال، استطاعت استرداد جميع الآثار التي سرقها نابليون بونابرت منها، وذلك استنادًا لاتفاقية ويستفاليا.

حملة شعبية تتصاعد للمطالبة بعودة الحجر

وفي خطوة عملية نحو استرداد هذا الكنز الأثري، أعلنت الدكتورة مونيكا حنا منذ عام عن تدشين حملة شعبية لجمع التوقيعات، وتهدف الحملة إلى تقديم هذه التوقيعات إلى رئيس مجلس الوزراء المصري، مطالبة إياه بالتحرك الرسمي للمطالبة باسترداد حجر رشيد وإعادته إلى مصر، صاحبة الحق الوحيد فيه.

لا حق لبريطانيا في آثار مصرية: دعوة للتحرك

وقالت حنا إنه "من غير المقبول ولو ضمنًا أن نتحدث عن حق بريطاني في آثارنا". وتؤكد على ضرورة التحرك بكل الطرق المتاحة لاسترداد هذه الآثار، سواء عبر القنوات القانونية، أو المبادرات الشعبية، وصولًا إلى المساعي الدبلوماسية. وتختتم الدكتورة مونيكا حنا حديثها بالقول إن هذه القضية "أمر يجب أن يشغل كل مصري".

دعوة للمشاركة في حملة التوقيعات

أطلقت الحملة الشعبية موقعًا إلكترونيًا مخصصًا لجمع التوقيعات، قبل عام مضى، وكانت حنا قد دعت جميع المصريين إلى المشاركة بفاعلية في هذه الحملة لجمع التوقيعات، وذلك لدعم جهود استرجاع واسترداد لوحة رشيد الحجرية إلى وطنها الأم


 

تم نسخ الرابط