عاجل

هل يجوز الترحم على الفنان لطفي لبيب؟.. مظهر شاهين يرد بالدليل

مظهر شاهين ولطفي
مظهر شاهين ولطفي لبيب

قال الدكتور مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إنه ما إن يُعلن عن وفاة شخصية معروفة من غير المسلمين، حتى يظهر من يتصدى للناس بإنكارٍ مشين، يعترض على مجرد الترحم، ويُنصّب نفسه قاضيًا على العباد، ووكيلًا عن الرحمن، وكأن الجنة بيديه، والنار تحت وصايته، فيبدأ بتوزيع الأحكام على من شاء، ويمنع الرحمة عمن شاء!

هل يجوز الترحم على الفنان لطفي لبيب؟ 

وتابع: نحن نسأل هؤلاء: هل ضمنتم الجنة لأنفسكم حتى تحرّموها على غيركم؟، هل وقع في أيديكم كتابٌ من السماء بخاتمتكم وخاتمة غيركم؟، وهل علمتم بموازين الله يوم القيامة، حتى تتألهوا عليه وتتكلموا في رحمته، وقد قال لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: “وما أدري ما يُفعل بي ولا بكم”.

وقال مظهر شاهين في خلاف الترحم على الفنان لطفي لبيب إن أعظم الناس طاعةً لله، وأقربهم منزلةً عنده، وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لم يدّعِ أنه يملك علم الآخرة، فكيف بكم وأنتم العباد المكلّفون مثل غيركم، تأخذون مكان الله في الحكم، وتغلقون أبواب رحمته التي وسعت كل شيء؟!، ثم إن الإسلام في جوهره دين الرحمة.

قال تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، فلم يقل “للمسلمين”، بل “للعالمين”، لتشمل هذه الرحمة كل إنسان، وكل نفس، وكل مخلوق. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” فأين أنتم من هذه المعاني، وأنتم تضيّقون ما وسّعه الله، وتكفّرون من لا يستحق، وتمنعون عنهم أبسط معاني الإنسانية؟

الترحم على الميت غير المسلم 

ونبه أن الترحُّم على الميت غير المسلم ليس حكمًا له بالجنة، بل هو دعاء أن يعامله الله بعدله ورحمته، وأن يغفر له إن شاء، أو يرحمه إن أراد، وما ذلك على الله بعزيز.

وتساءل مظهر شاهين: هل أحد منكم يملك مفاتيح الجنة والنار حتى يتحدث بثقة عجيبة عن من يُغفر له ومن لا يُغفر له؟، إننا جميعًا نرجو رحمة الله، ونخاف من غضبه، ونحسن الظن بعدله، فكيف نحرم غيرنا مما نرجوه لأنفسنا؟!، لقد بيّن الله أن الصالحين من أهل الديانات الأخرى لهم أجرهم عند ربهم، فقال: “إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”، فهؤلاء صدّقوا برسالتهم، وأطاعوا نبيهم، وآمنوا بالله، وعملوا الصالحات، وأمرهم إلى الله.

واستطرد: بل إن من آمن بنبيه في زمنه، واتبعه فيما أُمر، فهو مسلمٌ في زمانه، لأن الإسلام في معناه العام هو الاستسلام لله وطاعته، وقد قال تعالى على لسان الحواريين: “آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون”، فليس الإسلام لقبًا فقط، بل هو معنى واسع يشمل كل من خضع لله، واتبع ما أُنزل عليه من وحي، وعمل بما علم.

وحين نترحّم على إنسان من غير المسلمين، فإنما نفعل ذلك من باب إنساني وأخلاقي، لا من باب الأحكام الشرعية القطعية.

وقد مرَّت جنازة يهودي أمام النبي صلى الله عليه وسلم، فقام لها، فقيل له: إنها جنازة يهودي! فقال: “أليست نفسًا؟”

فهل أرحم الخلق صلى الله عليه وسلم كان يجهل ما يدّعيه المتشددون منكم؟!، وهل كانت رحمته صلى الله عليه وسلم ناقصة وهو يجلّ حتى غير المسلم، ويُعلّم أصحابه معنى الإنسانية؟!

لقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من التجرؤ على الله، فقال في الحديث:“قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله: من ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان؟ قد غفرت له وأحبطت عملك” فانظروا أي خطر تقعون فيه حين تحكمون على الناس وتُحبطون حسناتكم بالجرأة على الله.

وقال: دعوا الحكم لله، واسعوا أنتم إلى إصلاح أنفسكم، وكونوا دعاة رحمة لا نقمة، فإن الإسلام لم يكن في يوم من الأيام دينًا للغلظة والتشدد، بل هو دين الرحمة والعدل والإنصاف.

وشدد: رحم الله من مات طيب السيرة، حسن الخلق، نافعًا للناس، ونسأل الله أن يعاملنا جميعًا برحمته، فإننا فقراء إلى رحمته، عاله على عفوه، راجون لعفوه ورضوانه.

تم نسخ الرابط