دعاء الاستفتاح في صلاة الجنازة.. حكمه وصيغته الصحيحة الثابتة

دعاء الاستفتاح في صلاة الجنازة من الأمور التي يبحث الكثيرون عن حكمه، ومع البحث عنه نوضح ما هو دعاء الاستفتاح وحكمه في صلاة الجنازة.
ما هو دعاء الاستفتاح؟
بينت دار الإفتاء أن الاستفتاح لغة: الابتداء والافتتاح، يقال استفتحت الشيء أي: ابتدأته وافتتحته. واصطلاحًا: الذكر المشروع بين تكبيرة الإحرام والاستعاذة للقراءة، من نحو: "سبحانك اللهم" أو "وجهتُ وجهي"، سمي بذلك؛ لأنَّه شُرِعَ ليستفتح به الصلاة.
وحول حكم دعاء الاستفتاح في صلاة الجنازة فقد بينت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية أنه مختلف في مشروعيته في صلاة الجنازة على ثلاثة أقوال :
القول الأول: يرى أصحابه أن دعاء الاستفتاح سنة بعد التكبيرة الأولى في صلاة الجنازة، ويقتصر عليه ، فلا يقرأ الفاتحة، إذ لا تشرع القراءة في صلاة الجنازة إلا
أن يقرأ الفاتحة بنية الثناء ، لا بنية القراءة ، ولا يكره ذلك . وهو مذهب الحنفية.
القول الثاني : يرى أصحابه أن دعاء الاستفتاح مستحب في صلاة الجنازة كغيرها من الصلوات.
القول الثالث : يرى أصحابه أن دعاء الاستفتاح غير مشروع في صلاة الجنازة؛ لأن صلاة الجنازة مبنية على التخفيف والاختصار؛ ولذلك لم يشرع فيها قراءة سورة بعد الفاتحة. وهو أصح قولي الشافعية، والرواية المعتمدة عند الحنابلة .
صيغة دعاء الاستفتاح في الصلاة
صيغة دعاء الاستفتاح: فاختار الحنفية والحنابلة تفضيل صيغة: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك".
وفضَّل الشافعية صيغة التوجيه في الاستفتاح، وهي: "وجَّهتُ وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين، إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين، لا شريك له وبذلك أمرتُ وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي وأنا عبدك ظلمتُ نفسي واعترفتُ بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنِّي سيئها لا يصرف عنِّي سيئها إلَّا أنت، لبَّيْك وسعدَيْك والخير كله بيديك، والشَّرُّ ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك".
مذهب جمهور الفقهاء في حكم دعاء الاستفتاح
دعاء الاستفتاح ممَّا اختلف في حكمه الفقهاء، فهو سنة عند جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة في المذهب، وقال الإمام أحمد بوجوبه في رواية: قال العلامة ابن نُجَيْم الحنفي في "البحر الرائق": [(وقوله مستفتحًا): هو حال من الوضع أي يضع قائلًا: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدُّك ولا إله غيرك، وقد تقدَّم أنَّه سنة لرواية الجماعة: أنَّه كان صلى الله عليه وآله وسلم يقوله إذا افتتح الصلاة، أطلقه فأفاد أنَّه يأتي به كلُّ مصلٍّ إمامًا كان أو مأمومًا أو منفردًا].
وقال الإمام النووي الشافعي في "روضة الطالبين": [يستحب للمصلي إذا كبَّر أن يقول دعاء الاستفتاح]. وقال العلامة المَرْدَاوِي الحنبلي في "الإنصاف" في صفة الصلاة: [(وسنن الأقوال اثنا عشر: الاستفتاح، والتعوذ) هذا المذهب، وعليه جماهير الأصحاب وقطع به كثير منهم، وعنه: أنهما واجبان اختاره ابن بطة].