الذكاء الاصطناعي في الطب.. جمال شعبان: "اللمبي 8 جيجا" أصبح واقعًا علميًا

أكد الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي، أن العالم على أعتاب ثورة طبية غير مسبوقة يقودها الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، مشيرًا إلى أن "الإنسان الآلي سيصبح منافسًا قويًا للطبيب البشري في المستقبل القريب".
وأوضح جمال شعبان، خلال برنامجه "قلبك مع جمال شعبان"، أن دخول التكنولوجيا والروبوتات مجال الطب لم يعد مجرد خيال علمي، بل أصبح واقعًا ملموسًا يتطور بسرعة رهيبة، مؤكدًا أن السنوات القادمة ستشهد نقلة نوعية في تشخيص وعلاج الأمراض المعقدة.
من الكوميديا إلى الواقع
وبأسلوب طريف، أشار جمال شعبان إلى فيلم "اللمبي 8 جيجا" للفنان محمد سعد، قائلًا: "كنا نضحك عليه منذ سنوات، والآن أصبح حقيقة علمية"، في إشارة إلى تطور التكنولوجيا العصبية وزراعة الشرائح في الدماغ.
ولفت إلى تجربة مذهلة قامت بها شركة "نيورالينك" التي أسسها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، حيث تم زراعة شريحة داخل مخ سيدة مصابة بالشلل، مما مكنها من الكتابة والرسم باستخدام إشارات الدماغ فقط، وهو ما يُعد إنجازًا مذهلًا في تاريخ الطب العصبي.
مرضى الشلل والزهايمر
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور جمال شعبان أن هذه التقنية الجديدة تبشر بإمكانية تعافي مرضى الشلل والأمراض العصبية المزمنة، وعلى رأسها الزهايمر، مشيرًا إلى أن ما كنا نعتبره مستحيلًا أصبح اليوم على أعتاب التحقيق العلمي.
وأضاف جمال شعبان أن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور فعال في تحليل الأشعة، وتشخيص الحالات بدقة فائقة، وربما حتى اتخاذ قرارات جراحية مستقبلًا، ما يفتح آفاقًا جديدة للرعاية الصحية.
شريك لا بديل للطبيب
رغم إشادته بالذكاء الاصطناعي، شدد الدكتور جمال شعبان على أن الطبيب البشري سيظل أساس العملية العلاجية، لأن الطب لا يعتمد فقط على المعلومات والتشخيص، بل على التواصل الإنساني والتقدير النفسي والاجتماعي للمريض.
وأشار جمال شعبان إلى أن التكنولوجيا الحديثة يجب أن تُستخدم كأداة داعمة لا كبديل للعنصر البشري، وأن النجاح الحقيقي سيكون في التكامل بين الطبيب والآلة لصالح المريض.

تكنولوجيا، إنسانية، وأمل
واختتم الدكتور جمال شعبان حديثه بالتأكيد على أن العالم يشهد تحولًا جذريًا في المفهوم التقليدي للطب، حيث تتقاطع التكنولوجيا مع الرحمة، والبرمجة مع التشخيص، والذكاء الصناعي مع الذكاء الإنساني.
ودعا جمال شعبان إلى تأهيل الأطباء المصريين لمواكبة هذه التغيرات، والانفتاح على أدوات العصر الحديث، بما يضمن تقديم أفضل رعاية صحية ممكنة، ومواجهة تحديات المستقبل بكفاءة واقتدار.