جمال عبد الجواد: الحركة الفلسطينية بحاجة لإعادة تقديم نفسها في المشهد الدولي

قال الدكتور جمال عبد الجواد، المستشار بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن الحركة الوطنية الفلسطينية مطالبة بحسم موقفها والتفاعل مع التغيرات الدولية الجديدة، خاصة في ضوء ما أحدثته أحداث السابع من أكتوبر، والتي غيّرت الكثير في المزاج الدولي، مشيرًا إلى أن تكرار مثل هذا الحدث قد يهدد حجم التأييد الدولي الذي حصل عليه الفلسطينيون مؤخرًا.
طريقة تقديم الفلسطينيين
وأكد "عبد الجواد" خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "المشهد" المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء الأربعاء، أن طريقة تقديم الفلسطينيين لقضيتهم للعالم أصبحت مسألة رئيسية، قائلاً "السابع من أكتوبر خلق واقعًا جديدًا، وقد يُفقد الفلسطينيين ما كسبوه من تعاطف ودعم، إذا لم يعيدوا تقديم أنفسهم بما يتناسب مع هذا السياق الدولي".
وفي سياق الحديث عن المسارات السلمية في المنطقة، اعتبر أن السلام الذي عقدته مصر مع إسرائيل يُعد الأكثر شرفًا وعدلًا وكرامة، موضحًا أن القاهرة أبرمت هذا الاتفاق وهي في موقع المنتصر عسكريًا، بعد مبادرة عسكرية استعادت من خلالها كامل أراضيها الوطنية.
يرقى لمستوى هذا النموذج
وأضاف: "ما جرى في سوريا وفلسطين ولبنان لاحقًا لا يرقى لمستوى هذا النموذج، ولا يتمتع بنفس القدر من الكرامة أو النتائج الملموسة، والحالة السورية تحديدًا شديدة السوء، في ظل تسليم شبه تام لإسرائيل".
وطرح تساؤلًا حول ما كان يمكن أن تكون عليه سوريا، لو أنها التحقت بالمسار السلمي الذي بدأت به مصر، مؤكدًا أن ما جرى كان نوعًا من "المكايدة السياسية" التي دفعت دمشق ثمنها غاليًا، مشددًا على أن السلام الحقيقي لا يُقاس بالشعارات، بل بنتائجه على الأرض وكرامة الشعوب.
في وقت سابق، أكدت الكاتبة هند الضاوي، المحللة السياسية، أن الانهيار السياسي والإنساني الذي يعانيه الشعب الفلسطيني لا تتحمل إسرائيل وحدها مسؤوليته، بل إن الدول الغربية تتحمل القسط الأكبر، بسبب دعمها العسكري والسياسي المتواصل لحكومة بنيامين نتنياهو، رغم الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين، وخاصة في قطاع غزة.
وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي خالد أبو بكر في برنامج "آخر النهار" عبر قناة النهار، أوضحت هند الضاوي أن الذخائر والأسلحة التي يزود بها الغرب إسرائيل تُستخدم ليس فقط في الهجمات المباشرة، بل أيضًا في تعميق الانقسام الفلسطيني ونشر الفوضى والمجاعة.
أطفال غزة يموتون جوعًا
وشددت هند الضاوي على أن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مرحلة كارثية، لافتة إلى أن الأطفال الفلسطينيين يُتركون ليموتوا جوعًا تحت حصار خانق، في ظل تواطؤ وصمت دولي مخزٍ.
وأشارت هند الضاوي إلى أن المجتمع الدولي يغض الطرف عن هذه الجرائم، رغم أن المجاعة والتجويع يُعدّان من أبشع جرائم الحرب وفق القوانين الدولية، مطالبة بتحميل الدول الداعمة لإسرائيل المسؤولية المباشرة عن هذه المأساة.
تجاهل العدالة الدولية
وأضافت هند الضاوي أن التناقض الصارخ بين المبادئ التي تروج لها القوى الغربية وبين ممارساتها على الأرض تجاه فلسطين يفقدها المصداقية، كما يؤدي إلى اتساع الفجوة بينها وبين شعوبها التي بدأت تنتفض ضد ازدواجية المعايير.
ودعت هند الضاوي إلى تحريك الدعاوى الدولية ضد المسؤولين عن المجازر في غزة، سواء من القيادات الإسرائيلية أو من الحكومات الغربية التي تمدهم بالدعم السياسي والعسكري.
مصر تقود الموقف الأخلاقي
وأشادت هند الضاوي بـالدور المصري الريادي في كشف الممارسات الإسرائيلية والضغط لإنهاء المجازر، معتبرة أن القاهرة باتت تمثل الصوت الأخلاقي والإنساني في الشرق الأوسط، من خلال مطالباتها المستمرة برفع الحصار وإغاثة المدنيين، إلى جانب الدعم السياسي والإغاثي الذي تقدمه للفلسطينيين في كل الأوقات.