عاجل

بين إنقاذ الأرواح وكشف الحقائق.. دراسة عالمية تفضح أرقام كورونا الحقيقية

فيروس كورونا
فيروس كورونا

كشفت دراسة علمية حديثة أجرتها جامعة ستانفورد الأمريكية، ونشرتها مجلة JAMA Health Forum، أن حملة التطعيم العالمية ضد فيروس كوفيد-19 ساهمت في إنقاذ حياة نحو 2.5 مليون إنسان ومنحت البشرية ما يُقدر بـ14.8 مليون سنة حياة إضافية، وذلك في الفترة ما بين ديسمبر 2020 وأكتوبر 2024. هذه النتائج جاءت بعد تحليل دقيق وشامل لتأثير اللقاحات خلال الجائحة التي تسببت في وفاة أكثر من 7 ملايين شخص حول العالم.

التأثير الإيجابي للقاحات

ووفقًا للدراسة، فإن هذه السنوات المضافة هي مجموع الأعمار التي عاشها الأشخاص الذين تم إنقاذهم بفضل اللقاحات، والتي كانوا سيفقدونها لو لم يتلقوا التطعيم. وتوضح البيانات أن كل 5400 جرعة من اللقاح ساهمت بشكل مباشر في إنقاذ حياة واحدة من الموت المؤكد نتيجة الإصابة بكوفيد-19، ما يعكس فعالية اللقاحات حتى في المراحل الحرجة من الجائحة.

وتُعد هذه الأرقام بمثابة "الحد الأدنى" للتأثير الإيجابي للقاحات، حيث أشارت تحليلات الحساسية التي أجراها الباحثون إلى أن العدد الحقيقي للوفيات التي تم تجنبها قد يصل إلى 4 ملايين حالة وفاة، وأن مجموع سنوات الحياة الإضافية التي حصل عليها البشر بسبب اللقاحات ربما يصل إلى 23.6 مليون سنة.

واعتبر الباحثون أن الفئات الأكثر استفادة من التطعيم هم كبار السن، إذ أن نحو 90% من الأرواح التي تم إنقاذها كانت لأشخاص تجاوزوا الستين عامًا. وعلى النقيض، أظهرت البيانات أن الفوائد كانت محدودة نسبيًا بالنسبة للأطفال والمراهقين، ما يعزز التوجه نحو إعطاء الأولوية لكبار السن والفئات المعرضة للخطر في أي حملات تطعيم مستقبلية.

هل اللقاح كان مضر أم مفيد؟

ولم تغفل الدراسة التحديات التي واجهت حملات التطعيم، مثل الشكوك المجتمعية والمعلومات المضللة التي رافقت انتشار اللقاحات، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن البيانات الموثقة تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن التطعيم كان هو الأمل الحقيقي والفعّال في كبح جماح الفيروس، وخاصة في مواجهة متحورات خطيرة مثل "أوميكرون"، الذي أشارت الدراسة إلى أن اللقاحات ساهمت في تقليل أكثر من 57% من الوفيات الناتجة عنه خلال فترة انتشاره الواسع.

وبعد سنوات من الجدل، تأتي هذه الدراسة لتُعيد التأكيد على أن اللقاحات لم تكن مجرد جرعات وقائية، بل كانت فرق إنقاذ حقيقية ساهمت في حماية ملايين العائلات من فقدان أحبائهم، وقدّمت للعالم فرصة حقيقية للتعافي واستعادة الحياة.

تم نسخ الرابط