أحمد سعيد: رفع صندوق النقد توقعاته لمصر يعكس الثقة الدولية وجاذبية الاستثمار

أشاد الدكتور أحمد سعيد، أستاذ القانون التجاري الدولي وخبير التشريعات الاقتصادية، بإعلان صندوق النقد الدولي رفع توقعاته لنمو الاقتصاد المصري خلال العام المالي الماضي إلى 4%، بعد أن كانت 3.18% في تقرير أبريل السابق، معتبرًا أن هذه الأرقام تعكس تحسنًا واضحًا في الأداء الاقتصادي.
وأكد أحمد سعيد، خلال مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز" أن هذا التحسن لم يكن مفاجئًا، حيث سبقت مؤسسة جولدمان ساكس الأمريكية بالإعلان عن توقعات مشابهة، ما يعكس إجماعًا دوليًا على قوة المسار الاقتصادي المصري.
مصر خصبة ومبشّرة
وفي تحليله لمناخ الاستثمار، أشار أحمد سعيد إلى أن الأوضاع الحالية مواتية جدًا لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مضيفًا: "بعض الأحيان نقول تفاؤل حذر، لكن في رأيي الأجواء كلها إيجابية".
وأوضح أحمد سعيد أن مصر أصبحت بيئة خصبة للاستثمار بفضل التوازن السياسي والاقتصادي، مشيرًا إلى أن الاستقرار المحلي في ظل أزمات دولية متتالية مثل الحرب الروسية الأوكرانية، يعزز من مكانة مصر عالميًا كمركز جاذب للاستثمار.
التزامات مصر الدولية
أرجع أحمد سعيد هذه الثقة الدولية إلى وفاء مصر بالتزاماتها الدولية، مؤكدًا أن الدولة أثبتت جدارتها في مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية، وهو ما جذب اهتمام المؤسسات الكبرى والمستثمرين.
وأشار أحمد سعيد إلى أن الأداء المتزن للدولة على المستويين الاقتصادي والسياسي ساهم بشكل كبير في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للاستثمار، مضيفًا أن المؤسسات الدولية لا تمنح مثل هذه التقييمات المتفائلة إلا عند وجود عمل حقيقي ملموس.
توقعات مشجعة للجنيه
كشف أحمد سعيد عن توقعات جديدة أصدرتها جولدمان ساكس تشير إلى أن استقرار الاقتصاد المصري حتى عام 2026 قد يؤدي إلى تحسن سعر صرف الجنيه مقابل الدولار ليصل إلى 35 جنيهًا، وذلك وفقًا لدراسات تعتمد على العقود الآجلة.
وأكد أحمد سعيد أن هذا الرقم يمثل مؤشرًا مهمًا على الثقة المتزايدة في قدرة الاقتصاد المصري على التعافي والنمو، مشيرًا إلى أن هذه التوقعات تُعد من أكثر المؤشرات الإيجابية في تقارير المؤسسات الدولية.
طفرة في الاستثمار
أعرب أحمد سعيد عن تفاؤله الكبير حيال مستقبل الاستثمارات في مصر، مؤكدًا أن جاذبية البلاد للاستثمارات المباشرة وغير المباشرة تتزايد بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة.
وقال أحمد سعيد إن المستثمرين يبحثون دائمًا عن البيئات الآمنة والمستقرة، ومصر نجحت في بناء هذه البيئة، ما يجعلها خيارًا جذابًا للتمويلات الدولية طويلة الأجل.
السياحة محرك الاستثمار الأوروبي
لفت أحمد سعيد إلى أن القطاع السياحي يشهد تدفقات استثمارية كبرى من دول أوروبية متعددة، نتيجة لما وصفه بـ"البنية التحتية المحترمة والبيئة التي يحب أن يعيش فيها المواطن العالمي".
واستشهد أحمد سعيد بتقرير ماستركارد الذي أظهر أن السياحة في مصر نمت بنسبة 27% في عام 2023، ومن المتوقع أن تسجل نموًا إضافيًا بنسبة 5% خلال العام الجاري، ما يعكس قدرة القطاع على جذب الاستثمارات ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.

رؤية اقتصادية متكاملة
واختتم أحمد سعيد حديثه بالتأكيد على أن مصر تسير على مسار اقتصادي طويل الأمد قائم على الإصلاح والانفتاح، مشيرًا إلى أن النجاحات الحالية ليست صدفة بل نتيجة لخطط مدروسة وجهود كبيرة تبذلها الدولة.
وذكر أحمد سعيد أن التفاؤل الذي تبديه المؤسسات الدولية الكبرى ما هو إلا انعكاس لواقع حقيقي على الأرض، وأن الاقتصاد المصري قادر على تحقيق مزيد من النمو المستدام إذا استمر الالتزام بالإصلاحات الجارية.