«ميتا» تخطط لإنفاق 72 مليار دولارعلى البنية التحتية للذكاء الاصطناعي

نشر الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربيرج، مذكرة يستعرض فيها رؤيته الطموحة لتطوير بـ"الذكاء الفائق الشخصي"، دون أن يوضح بشكل دقيق ماهية هذا المفهوم أو كيفية تحقيقه.
رؤية غير محددة ومذكرة أقرب إلى بيان فلسفي
زوكربيرج، الذي أنفق خلال الأشهر الماضية مليارات الدولارات لتجنيد نخبة من الباحثين التنفيذيين في مجال الذكاء الاصطناعي، أكد في مذكرته أنه "متفائل للغاية بأن الذكاء الفائق سيساعد البشرية على تسريع وتيرة التقدم"، مضيفا هذه التقنية "قد تفتح عصرًا جديدًا من التمكين الشخصي، حيث يتمتع الأفراد بقدرة أكبر على تحسين العالم وفقًا لما يختارونه".
ورغم الطابع الحماسي للمذكرة، التي جاءت في 616 كلمة، فإنها لم تتضمن تعريفًا واضحًا لمفهوم "الذكاء الفائق"، كما لم تشرح كيف تنوي ميتا تطوير هذه التقنية أو ما الذي يمكن أن تحققه للبشرية، أو لماذا ينبغي الوثوق بالشركة في هذا المجال.
بدلاً من ذلك، ألمح زوكربيرج إلى أن ميتا ستكون "وصيًا أفضل" على هذا الذكاء الفائق مقارنةً بجهات أخرى في الصناعة، والتي يرى أنها تسعى إلى "جعل البشرية تعيش على فتات إنتاج الذكاء الاصطناعي".
الذكاء الفائق كأداة شخصية لا مركزية
زوكربيرج، شدد على أن التأثير الحقيقي للذكاء الاصطناعي لن يكون فقط في وفرة الإنتاج، بل في امتلاك كل فرد ذكاءً فائقًا شخصيًا يساعده على تحقيق أهدافه، وخوض المغامرات، وتحسين علاقاته، والنمو ليصبح الشخص الذي يطمح إليه.
وأكد، أن ميتا تسعى إلى "وضع هذه القوة في أيدي الناس لتوجيهها نحو ما يقدّرونه في حياتهم"، في مقابل توجهات بعض الشركات الأخرى التي ترى أن الذكاء الفائق يجب أن يُستخدم مركزيًا لأتمتة الأعمال، مما يجعل البشر يعيشون على ناتج هذه الأنظمة.
تحركات ضخمة خلف الكواليس
المذكرة تأتي في وقت تشهد فيه ميتا إعادة هيكلة سريعة لفِرق الذكاء الاصطناعي لديها. ففي الشهر الماضي، استثمرت الشركة 14.8 مليار دولار في شركة Scale AI، ما أتاح لها ضم مؤسسها ألكسندر وانغ ليصبح الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في ميتا، والمسؤول عن جهود الذكاء الفائق.
كما دخلت ميتا في موجة توظيف واسعة، عرضت خلالها رواتب ضخمة من ثمانية إلى تسعة أرقام لجذب كبار الباحثين من شركات مثل Apple وOpenAI، من بينهم شينغجيا زاو، أحد المساهمين في تطوير GPT-4، والذي أعلن مؤخرًا توليه منصب "كبير العلماء في مختبرات الذكاء الفائق في ميتا".
ووفقًا لتقارير، عرضت ميتا على أحد الباحثين في شركة Thinking Machines Lab، التي أسستها المديرة التقنية السابقة في OpenAI، عرضًا تجاوز مليار دولار على مدى عدة سنوات، رغم أن الشركة نفت بعض تفاصيل هذا التقرير.
استثمارات ضخمة وتحديات داخلية
زوكربيرج، كشف سابقًا أن ميتا تخطط لإنفاق 72 مليار دولار على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، تشير تقارير إلى أنه يشعر بالإحباط من أداء نماذج الذكاء التوليدي في الشركة، خاصة بعد تأجيل إطلاق النموذج الكبير "Llama 4"، مما دفعه للتشكيك في جدوى إبقاء جهود ميتا مفتوحة المصدر.
نهاية عصر الهواتف الذكية؟
في مذكرته، أشار زوكربيرج، إلى أن "الأجهزة الشخصية مثل النظارات الذكية ستصبح أدوات الحوسبة الأساسية"، في إشارة إلى رغبة ميتا في تقليل اعتمادها على منصات الهواتف المحمولة، خصوصًا Apple، التي يرى أنها تفرض سيطرة مفرطة عبر متاجر التطبيقات.
توقيت استراتيجي
اللافت أن نشر هذه المذكرة جاء قبل ساعات من إعلان ميتا عن نتائجها المالية، ما يعكس رغبة زوكربيرج في توجيه الأنظار نحو خطط الشركة المستقبلية في الذكاء الاصطناعي، وربما إعادة تعريف موقعها في السباق العالمي نحو "الذكاء الفائق".