عاجل

سامية خضر: «تيك توك» يعكس أزمة قيم وثقافة في المجتمع المصري

تيك توك
تيك توك

ترى الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن الانتشار الواسع لتطبيق "تيك توك" في مصر خلال السنوات الأخيرة يعكس تحولات عميقة في المجتمع، ويُبرز أزمة في القيم والبوصلة الثقافية لدى قطاع كبير من الشباب.

وأكدت خضر في تصريحات خاصة أن محتوى "تيك توك" لا يرتكز على مرجعيات تربوية أو معرفية واضحة، بل يتسم بالسطحية والبحث عن لفت الانتباه بأي طريقة، مما يسهم في تشويش الوعي وتفكيك المنظومة الأخلاقية، خصوصًا في ظل غياب بدائل ثقافية وإعلامية مؤثرة.

وأشارت إلى أن ظاهرة "تيك توك" تتجاوز كونها منصة ترفيهية فقط، بل هي مؤشر على فجوة بين الواقع الذي يعيشه الشباب، والمحتوى الذي يتلقونه عبر المنصات الرقمية. 

تعريف مفاهيم النجاح والقبول الاجتماعي

وأضافت أن كثيرًا من الشباب يعيدون تعريف مفاهيم النجاح والقبول الاجتماعي بناءً على عدد المشاهدات والتعليقات، متناسين أهمية الجهد والمعرفة والتجربة الحقيقية.

وأوضحت خضر أن التطبيق لم يخلق هذه القيم الجديدة، لكنه أتاح لها منصة للظهور، مما يعكس تراجع أدوار مؤسسات مثل المدرسة والأسرة والمجتمع المحلي في تربية الشباب.

ولفتت إلى أن بعض المحتويات المتداولة على "تيك توك" تعزز صورًا نمطية ضيقة عن الشباب والنساء والعلاقات، مما قد يؤدي إلى تكوين أجيال مشوشة الهوية ومضطربة التصورات.

ودعت أستاذة علم الاجتماع إلى ضرورة التعامل مع هذه الظواهر عبر مشروع ثقافي وإعلامي طويل الأمد، يهدف إلى بناء ذوق عام متزن، ومنح الشباب مساحة للتعبير الهادف بدلاً من الانجرار وراء الترفيه الفارغ.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن استعادة التوازن القيمي لا تعني الرجوع إلى الوراء، بل تتطلب تبني رؤية مستقبلية واقعية تتيح للتكنولوجيا دورًا إيجابيًا يحترم العقل والوجدان، مشددة على أن الوعي المجتمعي يجب أن يكون ممارسة يومية تبدأ من التفاصيل الصغيرة.

خبير قانوني: «تيك توك» تجاوز الترفيه وأصبح مصدر تهديد للهوية

في سياق متصل، أكد المستشار محمد حسن عبده، الخبير في الشؤون القانونية والاجتماعية، أن تطبيق "تيك توك" تجاوز دوره الترفيهي وبات يشكل تحديًا واضحًا أمام الحفاظ على القيم والضوابط الأخلاقية داخل المجتمع المصري، محذرًا من خطورة التهاون في التعامل مع المحتوى المنتشر على المنصة.

وأوضح عبده، في تصريحات خاصة لـ"نيوز روم"، أن هناك مؤشرات مقلقة بشأن التأثير السلبي المتصاعد على سلوكيات المراهقين وصغار السن، في ظل غياب الرقابة الكافية، وغياب الوعي الرقمي في كثير من البيوت.

"لسنا ضد حرية التعبير أو الانفتاح على التكنولوجيا، لكن الواقع يفرض علينا إعادة النظر في كيفية استخدام تلك المنصات، خصوصًا عندما تتحول إلى منصات لبث محتوى يسيء للذوق العام أو يحرض على ممارسات مرفوضة قانونًا وأخلاقيًا"، على حد قوله.

 

بلاغات متكررة

وأشار إلى أن جهات التحقيق تلقت في الشهور الأخيرة عددًا من البلاغات التي تطعن في محتوى مخالف، من بينها قضايا تتعلق بالتحريض على الفسق أو الإساءة للهوية الثقافية، بل وتورط بعضها في وقائع مرتبطة باستغلال القصر والاتجار بالبشر.

ودعا المستشار محمد حسن عبده إلى أهمية فرض أدوات رقابية وتشريعية مرنة لكن حازمة، تضمن تنظيم المنصة دون المساس بالحريات، مع تعزيز المحتوى الإيجابي وتوفير أدوات فعالة للإبلاغ عن أي تجاوزات.

تم نسخ الرابط