نعيم قاسم: المقاومة والعمل السياسي مساران متوازيان لبناء الدولة وحماية لبنان

أكد الأمين العام لحزب الله، السيد نعيم قاسم، في كلمة ألقاها خلال الحفل التأبيني السنوي للشهيد فؤاد شكر المعروف بـ"السيد محسن"، على التوازن الحاسم الذي يعمل عليه الحزب بين مسار المقاومة لتحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي، ومسار العمل السياسي لبناء دولة قوية ومستقرة في لبنان.
وأوضح قاسم أن حزب الله لا يفضل أحد المسارين على الآخر، بل يسير على كلا الطريقين بشكل متوازي ومستقل، مشددًا على أن "المقاومة ليست خيارًا بديلاً عن الدولة، بل هي ردة فعل طبيعية على الاحتلال، في حين أن العمل السياسي هو السبيل لتأسيس دولة قانون ومؤسسات". وأضاف: "لا يمكن المقايضة بين المسارين، فكل منهما له دوره ومسؤوليته".
وأشار الأمين العام إلى أن انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون جاء بعد سنوات من التدهور الكبير في مؤسسات الدولة، حيث لعبت المقاومة دورًا محوريًا في تسهيل عملية الانتخاب وتشكيل الحكومة، مؤكدًا أن هذا التوازن يرسخ دور المقاومة كدعامة أساسية في بناء الدولة، وليس بديلًا عنها.
المقاومة تعمل بالتنسيق مع الجيش والشعب
وتناول قاسم بشكل مفصل تاريخ المقاومة في لبنان، مشيرًا إلى أنها نشأت كردة فعل ضرورية لسد فراغ قدرات الجيش اللبناني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وحققت إنجازًا تاريخيًا بتحرير جنوب لبنان عام 2000. وأضاف أن المقاومة تعمل بالتنسيق مع الجيش والشعب، مؤكدًا احترام حزب الله الكامل لدور كل طرف في حماية الوطن.
وتطرق إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعقب معركة "أولى البأس"، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق كان في جوهره مكسبًا مشتركًا لكل من الدولة اللبنانية والمقاومة، رغم عدم التزام إسرائيل بتنفيذ بنوده، خاصة في منطقة جنوب نهر الليطاني. وأكد أن مسألة السلاح هي شأن لبناني داخلي بحت، ولا علاقة لها بالعدو الإسرائيلي أو بالاتفاق المذكور.
وعن الاتهامات التي راجت عقب العدوان الإسرائيلي المستمر بأن حزب الله أصبح ضعيفًا، شدد قاسم على أن الرد على الاعتداءات أصبح مسؤولية الدولة بأكملها، وأن الحزب حافظ على قوته السياسية والشعبية، وهو ما تجلى في الدعم الجماهيري الكبير له ولحركة أمل في الجنوب وفي الانتخابات البلدية، إضافة إلى دوره الفاعل في المجالات الاجتماعية والإنسانية.
سياسة تدمير لبنان
كما اتهم قاسم الولايات المتحدة الأمريكية بالتواطؤ مع إسرائيل في عدم تنفيذ الاتفاق، مشيرًا إلى أن المبعوث الأمريكي إلى لبنان يعمل على "إثارة المشاكل وتقليب الحقائق"، وأن واشنطن تتبع سياسة تدمير لبنان لخدمة مصالح إسرائيل. وأكد أن بعض الأطراف تحاول تصدير مشكلة لبنان إلى المقاومة، رغم أن المطلوب الحقيقي هو وقف العدوان وتنفيذ الاتفاق.
وختم الأمين العام لحزب الله كلمته بتأكيد التزام الحزب بالتعاون مع الجيش والشعب للحفاظ على سيادة لبنان وأمنه، معربًا عن أمله في أن تستمر الجهود الوطنية لتقوية الدولة اللبنانية وإنهاء الانقسامات السياسية.