منال الصيفي تكشف الوجه الإنساني الخفي ليوسف شاهين: «من الرهبة إلى الأبوة»

كشفت المخرجة منال الصيفي عن جانب إنساني نادر في شخصية المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين، موضحة أن علاقتهما بدأت بمشاعر خوف وقلق، لكنها تحولت بمرور الوقت إلى علاقة أبوية عميقة وملهمة، أثّرت في مسارها المهني والإنساني.
من الخوف إلى التقدير ..بداية لا تشبه النهاية
تعود منال بذاكرتها إلى بداياتها في المجال الفني، حين كانت تعمل كمساعدة مخرج في فيلم عرق البلح مع المخرج رضوان الكاشف، بينما كان شاهين يصوّر فيلم المصير في نفس التوقيت،وتقول خلال استضافتها عبر برنامج "ست ستات " المذاع عبر قناة DMC: "كنت بشوف فريقه وكنت بخاف منه، كنت شايفاه عصبي وبيزعق وبيطرد ناس، وأنا مش بحب الشغل بالطريقة دي".
تلك الصورة الصارمة بدأت تتغير حين قدمها المخرج خالد يوسف ليوسف شاهين باعتبارها "سكريبت حركة". فما إن سمع شاهين ذلك حتى قال بحدة: "أنا ما بحبش السكريبت"، لكنها فاجأته برد صريح وواثق: "ما أنا عارفة". لحظة كسرت الجليد بينهما، لتأخذ العلاقة منحنى مختلفًا تمامًا.
"إزاي دي تبقى بنت زهرة العلا؟!"
النقطة المفصلية جاءت حين علم شاهين أن منال هي ابنة الفنانة الكبيرة زهرة العلا تتذكر منال تعبير وجهه بدهشة ممزوجة بحماس: "إيه! دي أمك؟ دي ستار! دي قمر! إزاي دي بنتها؟". منذ تلك اللحظة، تغيّرت نبرته وتبدلت معاملته، وبدأت علاقة جديدة تنشأ بينهما على أسس مختلفة تمامًا.
إصابة صنعت جسرًا إنسانيًا
وتروي منال أن لحظة التحول الحقيقية في علاقتهما كانت بعد تعرضها لإصابة قوية في قدمها أثناء التصوير،و تقول: "من اللحظة دي، شفت يوسف شاهين الإنسان، مش المخرج الصارم. بقى يسأل عني كل يوم، وبدأنا نتكلم ونتواصل بشكل إنساني حقيقي".
زيارة مفاجئة في لحظة ألم
واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في قلب منال كانت بعد وفاة والدها، المخرج الكبير حسن الصيفي ، تقول: "فوجئت إنه جالي البيت بعد ساعة واحدة من سماعه الخبر. كان موقف إنساني مش ممكن أنساه، وحسيت وقتها إنه مش مجرد أستاذ، ده أب بجد".
"أنا مش هسيب منال لوحدها"
وتختتم منال الصيفي حديثها بموقف لا يقل إنسانية، وقع في أول عرض خاص لفيلمها منتهى اللذة ، رغم مرض شاهين في تلك الفترة، عُرض عليه أن يُنظم له عرض خاص منفصل، لكنه رفض تمامًا، وقال لمساعديه: "أنا مش هسيب منال تبقى موجودة لوحدها".
كانت تلك الكلمات بمثابة دعم معنوي كبير لها، تؤكد منال أنه كان أحد أكثر المواقف دفئًا وتأثيرًا في مسيرتها.