غزوة بدر.. تعرف على أول انتصارات المسلمين فى رمضان وذكرى يوم الفرقان

تحل علينا ذكرى غزوة بدر الكبرى، التي وقعت يوم الاثنين 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة، ليكون فاتحة لانتصارات المسلمين على مر العصور، وفي هذا السياق بينت الدكتورة فاطمة كشك، الأمين العام لفرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالدقهلية، دروس وعبر غزوة بدر الكبرى وأول انتصار للمسلمين في رمضان.

وقالت كشك، إن بدر تقع بين مكة والمدينة، وهي منطقة استراتيجية ذات أهمية تجارية، حيث كانت ممراً للقوافل وسوقاً من أسواق العرب، وقد مثلت هذه البقعة التاريخية ساحة لأول مواجهة عسكرية بين المسلمين والمشركين، لتصبح شاهدة على إحدى أعظم الانتصارات الإسلامية.

أشارت إلى أن معركة بدر تعد نقطة تحول في التاريخ الإسلامي، حيث كتب الله النصر للمسلمين رغم قلة عددهم وضعف إمكانياتهم، ليكون يوم الفرقان الذي فرق الله فيه بين الحق والباطل.

وأوضحت كشك أن "بدر" هو إسم لبئر وهو مكان مميز جغرافيا يقع بين مكة والمدينة ويمثل موقع حيويا وممر لمرور القوافل وسوقا من أسواق العرب.

دخل المسلمون معركة بدر وعددهم 313 رجلاً فقط، بينما كان المشركون قرابة الألف مقاتل مجهزين بالأسلحة والخيول، ما جعل الكفة تميل لصالحهم من الناحية العسكرية.

والتقي الجيشان في غزوة بدر ورغم قلة عدد المسلمين وقلة أسلحتهم وهم فئة ضعيفة مستضعفة والمشركين يومئذ كثير يفوق عددهم ضعف المسلمين ورغم ذلك انتصر المسلمين انتصارا عظيما اذ أمد الله سبحانه وتعالى المسلمين بالملائكة قال تعالي"إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ، وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" (الأنفال: 9-10).

وقد انتهت المعركة بمقتل 70 من زعماء قريش، منهم أبو جهل عمرو بن هشام، الوليد بن المغيرة، عتبة وشيبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، وغيرهم من زعماء المشركين الذين كانوا يتميزون بالقوة والشجاعة والبأس، مما أدى إلى انكسار شوكة قريش وضعف قوتها العسكرية والمعنوية.

وأوضحت أن غزوة بدر الكبري رغم صغرها فهي معركة فاصلة في التاريخ الإسلامي، حيث فرق الله فيها بين الحق والباطل وسماها الله تعالى بـ"يوم الفرقان"، حيث قال في كتابه العزيز: "وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ" (الأنفال: 41).

دروس من غزوة بدر

لغزوة بدر الكثير من الدروس تؤكد عظمة الإسلام، ذكرت كشك بعضها منها وهي "تحقيق نصرا مبينا، وترسيخ مفهوم الشورى، حيث أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي الصحابة في اختيار موقع القتال، حتي اتخذو المكان والوقت المناسب فتحققت أسباب النصر والتمكين، وانكسار هيبة قريش أمام باقي القبائل العربية، وارتفاع الروح المعنوية للمسلمين وثقتهم في نصر الله، واكتساب المسلمين خبرات عسكرية في التخطيط الحربي والمواجهة.