جمال عبد الحميد يصدم جمهور الأهلي: «كولر تعرض للظلم بعد مسيرة تاريخية»

فتح جمال عبد الحميد، نجم منتخب مصر والزمالك الأسبق، النار على جماهير النادي الأهلي، معتبرًا أن السويسري مارسيل كولر، المدير الفني السابق للقلعة الحمراء، قد تعرض لـ"ظلم" كبير بعد مسيرة تاريخية حافلة بالبطولات.
وأدلى عبد الحميد بتصريحاته خلال استضافته في برنامج "مان تو مان" مع الإعلامي عمر ربيع ياسين، حيث أعاد فتح ملف رحيل المدرب الذي غادر النادي بعدما حقق معه إنجازات غير مسبوقة في وقت قياسي.
يرى جمال عبد الحميد أن العلاقة بين كولر وجماهير الأهلي شهدت تحولًا دراميًا وغير مبرر. فقد بدأ حديثه بتأكيد حقيقة لا يختلف عليها اثنان، وهي أن المدرب السويسري قد حقق كل البطولات التي شارك فيها مع الفريق، قائلًا: "كولر خد كل البطولات مع الأهلي، مفيش بطولة شارك فيها إلا وفاز بيها". هذه الجملة تلخص إنجازًا استثنائيًا يندر أن يتحقق مع أي مدرب في العالم.
ولكن، وفقًا لوجهة نظر عبد الحميد، فإن هذا التاريخ الحافل بالبطولات لم يكن كافيًا لحماية كولر من غضب الجماهير. فجاءت نهاية الرحلة صادمة، حيث أكد: "وفي الآخر رموه بالأزايز"، في إشارة واضحة إلى واقعة الهجوم على المدرب بعد خسارة إحدى المباريات. هذه الواقعة، وإن كانت لم تحظَ بانتشار واسع في الإعلام وقتها، فإنها تُعيد تسليط الضوء على السلوكيات السلبية التي قد تظهر من بعض الجماهير في لحظات الهزيمة.
هزيمة أفريقيا.. شرارة الغضب
لم يتردد جمال عبد الحميد في تحديد النقطة التي يرى أنها كانت بداية النهاية للمدرب السويسري. "كولر أول لما خسر أفريقيا، جمهور الأهلي حدفه بالأزايز". هذه العبارة توضح أن الخسارة الوحيدة في مسيرته، وهي خسارة لقب دوري أبطال أفريقيا، كانت بمثابة شرارة أشعلت فتيل الغضب الجماهيري، رغم كل ما قدمه من إنجازات سابقة.
ويُعرب عبد الحميد عن استغرابه من رد الفعل هذا، خاصة وأن هدف الخسارة كان بسبب سوء حظ أو خطأ غير مقصود. ففي إشارة إلى الهدف الذي سُجل في مرمى الأهلي، قال: "ياسر إبراهيم الكورة جت في رجله غصب عنه دخلت جول". هذه الجزئية تحمل دلالة مهمة، حيث يرى عبد الحميد أن الأحداث الفردية في كرة القدم، والتي قد يكون سوء الحظ عاملًا رئيسيًا فيها، لا يجب أن تكون سببًا للهجوم على المدرب بهذه الطريقة العنيفة.
تستمر تصريحات جمال عبد الحميد في نقدها لسلوكيات بعض الجماهير، حيث يتساءل بلهجة استنكارية: "ليه يضرب المدرب؟ ودي كورة في الآخر". هذه الجملة البسيطة تلخص جوهر النقد الموجه، والذي يرى أن العنف الجماهيري والهجوم على المدرب لا يتناسب مع طبيعة كرة القدم، التي هي في النهاية لعبة للروح الرياضية.
ووفقًا لوجهة نظر عبد الحميد، فإن كولر لم يكن يستحق هذا المصير، فمسيرته كانت ناجحة بكل المقاييس، وخسارة لقب واحد لا يجب أن تمحو كل ما قدمه. تصريحاته تُعيد فتح ملف العلاقة بين الجماهير والمدربين، وتطرح تساؤلات حول ما إذا كان التعصب يطغى أحيانًا على المنطق، ليحول الإنجازات إلى مجرد أرقام تُنسى في لحظة هزيمة.