أذكار المساء.. حصنك الروحي وأفضل طريق لنيل الأجر والثواب

مع حلول الليل، يحل موعد ترديد أذكار المساء التي وردت في السنة النبوية، لما لها من فضل عظيم في تحصين النفس من الشرور، وجلب الطمأنينة والسكينة.
بيّن الشرع أهمية المداومة على الذكر، خاصة في المساء، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا".
وتشمل أذكار المساء مجموعة من الأدعية والأوراد اليومية التي تُقال بعد صلاة العصر وحتى غروب الشمس، أو حتى ثلث الليل بحسب اختلاف الفقهاء. ومن أبرز هذه الأذكار:
- آية الكرسي، وآخر آيتين من سورة البقرة، وسور الإخلاص والفلق والناس.
- أدعية مأثورة مثل: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت..."، و"أمسينا وأمسى الملك لله"، و"رضيت بالله ربًا"
- أذكار الاستغفار والتسبيح، والصلاة على النبي ﷺ، وأدعية التحصين من الهم والحزن والشيطان.
وتؤكد دار الإفتاء أن هذه الأذكار تُعد وردًا يوميًا مستحبًا لكل مسلم، لما لها من أثر في مغفرة الذنوب، وطمأنينة القلب، وتحقيق معية الله تعالى، كما ورد في الحديث الشريف: "من قالها حين يمسي ومات من ليلته دخل الجنة"
وتشير الدراسات الشرعية إلى أن المداومة على أذكار المساء تمنح المسلم حماية من الشياطين، وتكفيرًا للسيئات، وربحًا للحسنات، كما أنها تُعد وسيلة فعالة لبدء الليل بذكر الله، بعيدًا عن القلق والتوتر.
أشارت دار الإفتاء أن وقت أذكار الصباح يبدأ من ثلث الليل أو نصفه إلى الزوال، وأفضله بعد صلاةِ الصُّبح إلى طلوع الشمس، ووقتُ أذكار المساء يبدأ مِن زوال الشَّمس إلى الصّباح، وأفضله مِن بعد صلاة العصر حتّى غروب الشمس، وتجوز قراءةُ أذكار الصباح بعد طلوع الشمس، وكذا أذكار المساء بعد غروبها، ويكون للقارئ الأجر والثواب كامِلًا.
فضل ذكر الله عز وجل
مِن المقرَّر شرعًا أنَّ ذِكرَ الله تعالى مِن أفضل الأعمالِ؛ لأن سائر العبادات وسائل يتقرب بها العبد إلى الله عزَّ وجلَّ، بخلاف الذكر الذي هو المقصود الأسنى؛ كما في "شرح المشكاة" لشرف الدين الطيبي (5/ 1733، ط. مكتبة نزار مصطفى الباز).
ورد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَّكُمْ مِن إِنفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَّكُمْ مِنْ أَن تَلْقَوا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْناقَكُمْ»؟ قالوا: بلى، قال: «ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى» أخرجه الترمذي في "سننه".
فضل المحافظة على أذكار الصباح والمساء والحث عليها
قد حثَّ الشرع الشريف على الإكثار مِن الذكر على الوَجهِ الذي يعُم كلَّ الأوقاتِ وأنواعِ الذكر؛ فقال سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41].
ومِن الوظائف الشرعيَّة المطلوبة: أذكارُ طرفي النهار؛ لقوله تعالى عقبَ الأمر بذكرِهِ على جهةِ العموم: ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 42].