عاجل

فوضى توزيع المساعدات في غزة تُفاقم معاناة الأسر وتفتح السوق السوداء | فيديو

غزة
غزة

قال يوسف أبو كويك، مراسل "القاهرة الإخبارية" في غزة، إن شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع لا تصل إلى مستحقيها، بل تتعرض للنهب والبيع في السوق السوداء بأسعار خيالية، وسط غياب تام لأي آلية أمنية أو تنظيمية تضمن توزيعها بعدالة.

تصاعد العدوان الإسرائيلي

 وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يرفض تأمين الطرق المؤدية إلى مراكز توزيع المساعدات، ما يتيح لآلاف المواطنين، إضافة إلى عصابات وعوائل متنفذة، التجمهر حول الشاحنات والاستيلاء على محتوياتها، مضيفا أن كيس الدقيق الواحد يباع بأكثر من 350 دولارا، رغم أنه مخصص مجانً للعائلات الفقيرة.

وأشار أبو كويك خلال رسالة على الهواء، إلى تصاعد العدوان الإسرائيلي، حيث ارتفع عدد الشهداء منذ فجر اليوم إلى 43، معظمهم في المنطقة الوسطى، خاصة في مخيم النصيرات الذي شهد قصفا عنيفا استهدف منازل سكنية مأهولة، وتمكنت طواقم الإنقاذ من انتشال جثامين 30 شهيدا، بينما لا تزال هناك أنباء عن مفقودين تحت الأنقاض، كما استشهد عدد من المواطنين في مراكز توزيع المساعدات بمنطقة نتساريم شمال البريج، حيث لا يزال إطلاق النار مستمراً تجاه المدنيين الذين توجهوا بحثاً عن الغذاء.

وأضاف أن القصف طال أيضاً مناطق غرب خان يونس، بما في ذلك منطقة المواصي التي تصنفها إسرائيل "آمنة"، مما أدى إلى استشهاد أب وأطفاله الأربعة، وفي مدينة غزة، استهدفت الطائرات الإسرائيلية شقة سكنية في منطقة حيدر عبد الشافي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

ومن ناحية أخرى، قال الدكتور بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، إن مشهد توافد شاحنات المساعدات إلى القطاع يعكس حالة الانتظار الطويل والمعاناة الشديدة التي يعيشها السكان، لكنه حذر في الوقت ذاته من أن هذه المساعدات لا تصل بشكل عادل إلى مستحقيها، مضيفا أن "الآلية المفروضة لإدخال المساعدات تفتقر للتنظيم، وتسببت في فوضى اجتماعية مقصودة ساهمت إسرائيل في صناعتها من خلال تغييرات بنيوية داخل المجتمع الفلسطيني".

وأشار زقوت خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن نسبة كبيرة من الشباب شكلت مجموعات تستولي على المساعدات وتعيد بيعها في الأسواق، مما يحرم 80% من السكان المحتاجين فعليًا من الحصول عليها، موضحا أن الفئات العاملة والمتعلمة، مثل الكوادر الطبية وطواقم الدفاع المدني، أصبحت الأكثر هشاشة وفقرا بسبب التزامها بالعمل وحرمانها من هذه المساعدات، في ظل غياب آلية واضحة وعادلة لتوزيعها.

وأكد زقوت أن الأزمة الأكبر تكمن في القطاع الصحي، الذي يوشك على الانهيار الكامل نتيجة شح الوقود والمستلزمات الطبية، وتزايد أعداد المرضى والمصابين، خاصة في ملفات التغذية والأمراض المزمنة والوبائيات، مشددا على أن استمرار العدوان الإسرائيلي، إلى جانب سياسة الحصار والتجويع، يمثلان تهديدًا حقيقيًا للمجتمع، وأن المطلوب بشكل عاجل هو وقف العدوان وتفعيل دور المؤسسات الدولية لتنظيم عملية الإغاثة وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.

تم نسخ الرابط