عاجل

مس الرجل للمرأة ينقض الوضوء في هذه الحالة.. احذر هذا الفعل

الوضوء
الوضوء

انتقاض الوضوء من القضايا الفقهية المهمة التي اختلف فيها العلماء عبر المذاهب الإسلامية، خصوصًا فيما يتعلق بمس الرجل للمرأة. فبينما اتفق الفقهاء على أن مس المرأة بغير حائل يبطّل وضوء الرجل في حالة معينة، تباينت الآراء حول تفاصيل هذا الحكم، ومدى انتقاض الوضوء باللمس في ظروف مختلفة.

هل مس الرجل للمرأة ينقض الوضوء؟

يقول الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن أَوْفَق الأقوال في مسألة نقض الوضوء بمَسِّ الرَّجُل للمرأة هو كلام الإمام مالك، فإن كان اللمس بشهوة فيَنْقُض الوضوء، أو من غير شهوة فلا يَنْقُض وتصدير التعامل بين الرجل والمرأة على أنَّه قائمٌ على الشَّكِّ والرَّيبة والتَّحفُّظ لهو تَصنُّع وتَكَلُّف تأباه قواعد الشريعة ومناهجها السَّمْحة.

لمس المرأة لا ينقض الوضوء مطلقا عند الأحناف

وفي فتوة سابقى لدار الإفتاء المصرية على موقعها الإلكتروني تقول: بالنسبة لانتقاض الوضوء بلمس غير الـمَحْرَم، فالمختار عند المالكية أن لمس المرأة لا ينقض الوضوء إلا إذا كان بشهوة، وعند الأحناف لا ينقض اللمس مطلقًا، ويمكن الأخذ بهذا الرأي لمن ابتُلِي بذلك.

حكم المحافظة على الوضوء طوال الوقت

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن بقاء المكلف متوضئًا طول الوقت أمرٌ مستحب شرعًا؛ فيسن الإكثار من الوضوء واستدامته، وتجديده مرة بعد مرة؛ ففي ذلك خير كثير؛ بالإضافة إلى أن المسلم يزداد به نورًا على نور.

الطهارة من سنن الفطرة


الطهارة من سنن الفطرة؛ فالإنسان يميل بفطرته إلى النظافة ولوازمها، وينفر بطبعه ممَّا عداها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ: الْخِتان، والاسْتِحْدَاد، وَنْتفُ الإِبط، وَتَقْليمُ الأظَافِر، وَقَصُّ الشَّاربِ» متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، والناظر في هذه الأشياء يجد أنها جميعًا تُحقّقُ النظافة والطهارة.

حث الإسلام على الطهارة والمحافظة على النظافة


لمَّا كان الإسلام دين الفطرة فقد حث على الطهارة والمحافظة على النظافة، وقرَّر أنَّ الطهارة لها فضل عظيم؛ ولذا أخبر الله تعالى أنه يحب المتطهرين؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222]؛ وجاء في "بحر المذهب" للإمام الروياني الشافعي : [إذا توضأ بنية الحدث فقد استفاد فضل الطهارة]

ومن هنا استحبت الشريعة الإسلامية أن يحافظ المسلم على وضوئه ما استطاع؛ فعنْ عَبْدِ اللهِ بْن عَمْرو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ» رواه ابن ماجه في "السنن"، والإمام أحمد في "المسند" عن ثوبان رضي الله عنه.

معنى المحافظة على الوضوء وفضله


المحافظة على الوضوء تكون بأن يتوضأ المكلف كلما أحدث كما كان يفعل سيدنا بلال رضي الله عنه؛ فقد روى ابن أبي شيبة في "مصنفه" أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «سَمِعْتُ فِي الْجَنَّةِ خَشْخَشَةً أَمَامِي، فَقُلْتُ، مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: بِلَالٌ» فَأَخْبَرَهُ، قَالَ: «بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ؟» قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَحْدَثْتُ إِلَّا تَوَضَّأْتُ.

كما تكون المحافظة أيضًا بالإكثار من الوضوء سواء كان الشخص متوضئًا أم لا؛ لأن الوضوء عبادة مستقلة كما قرره الفقهاء والعلماء؛ قال العلامة بدر الدين العيني في "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" : [إِن الْوضُوء عبَادَة وَإِن لم يُصَلِّ بِهِ] اهـ، وقال العلامة السندي في "حاشيته على سنن النسائي" : [الْوضُوء عبَادَة لورود الثَّوَاب عَلَيْهِ لفَاعِله مُطلقًا فِي الْأَحَادِيث وكل مَا هَذَا شَأْنه فَهُوَ عبَادَة] اهـ، ولأنه عبادة تغسل الذنوب وتزيد الحسنات؛ فقد روى الإمام أحمد في "مسنده" عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا تَوَضَّأَ الْمُسْلِمُ ذَهَبَ الإِثْمُ مِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ».

وفي حاشية ابن عابدين "رد المحتار": [روى أحمد بإسناد حسن مرفوعًا: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء» يعني: ولو كانوا غير محدثين.

وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه مرفوعًا: «مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كَتَبَ اللهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ» ولم يقيد الشارح باختلاف المجلس تبعًا لظاهر الحديث] اهـ.

وروى البيهقي في "شعب الإيمان" عن كَثِيرِ بنِ عَبْدِ اللهِ أبي هَاشِمٍ النَّاجِيّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا عَلَى وُضُوءٍ فَافْعَلْ..».

فهذه النصوص كما تفيد استحباب بقاء الإنسان متوضئًا طول الوقت، فإنها تفيد أيضًا في الجملة استحباب تجديد الوضوء ولو كان الإنسان متوضئًا، وذلك على تفصيل في المذاهب، وقد تواردت الأدلة على ذلك؛ فمنها: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كَتَبَ اللهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ» رواه القاسم بن سلام في كتاب "الطهور".

ومنها: ما رواه الإمام أحمد في "مسنده" عن النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أُتِيَ عَلِيٌّ رضي الله عنه بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ وَهُوَ فِي الرَّحْبَةِ، فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَمَسَحَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَرَأْسَهُ، ثُمَّ شَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ، هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَعَلَ"، وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع شرح المهذب" : [اتفق أصحابنا على استحباب تجديد الوضوء وهو أن يكون على وضوء ثم يتوضأ من غير أن يحدث ومتى يستحب: فيه خمسة أوجه: أصحها إن صلى بالوضوء الأول فرضًا أو نفلًا استحب.. والخامس: يستحب التجديد ولو لم يفعل بالوضوء الأول شيئًا أصلًا؛ حكاه إمام الحرمين] .

وتلك العبادة كانت من أخلاق السلف الصالح؛ فقد روى القاسم بن سلام عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: "كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَسْتَقْبِلُوا اللَّيْلَ بِالْوُضُوءِ، كَمَا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَسْتَقْبِلُوا النَّهَارَ بِالْوُضُوءِ".

هل ينتقض وضوء الأم عند تنظيف عورة الطفل الصغير

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن تنظيف عورة الطفل الصغير، سواء كان ذكرًا أو أنثى، لا يُبطل الوضوء، سواء تولت ذلك الأم أو غيرها؛ لأن القول بوجوب الوضوء بعد كل مرة يتم فيها تنظيف الطفل من النجاسة يُفضي إلى مشقة بالغة على من يعتني به، والقاعدة في الشريعة أن التكليف لا يُقصد به الحرج، بل جاء الإسلام لرفع المشقة والتيسير على المكلفين

بيان حدود عورة الطفل وأثر مسّها على الوضوء

يحتاج الطفل الصغير إلى من يعتني به ويهتم بنظافته الشخصية من إزالة ما يعلق به من قاذورات أو فضلات، وغالبًا ما تقوم الأم أو المربية أو الحاضنة بهذا الدور، وهو ما يستلزم في كثير من الأحيان مسّ عورته. ومن ثمّ، فإن من الضروري توضيح حدود عورة الطفل قبل بيان حكم الوضوء حال مسّها.

أولًا: حدود عورة الطفل

وفقًا لمذهب الحنفية، فإن الطفل الذي لم يتجاوز أربع سنوات لا تُعد له عورة، فيجوز النظر إلى بدنه ولمسه من غير حرج. أما إذا بلغ الطفل أربع سنوات فأكثر، فتصير عورته هي القبل والدبر فقط. وإذا بلغ عشر سنوات، فتُعتبر عورته كعورة البالغ، أي القبل وما حوله والدبر وما حوله.
وبالنسبة للذكور بعد العاشرة، فعورتهم تكون من السرة إلى الركبة، أما الإناث البالغات، فعورتهن تشمل كامل الجسد ما عدا الوجه والكفين وباطن القدمين.

قال الإمام ابن عابدين في رد المحتار على الدر المختار:

“لا عورة للصغير جدًا، وكذا الصغيرة، فيباح النظر والمسّ… وفسره شيخنا بابن أربع فما دونها”.

ثانيًا: حكم مسّ عورة الطفل وهل ينقض الوضوء؟

اختلف الفقهاء في مسألة نقض الوضوء بمسّ العورة.
فذهب الحنفية ومعهم الحسن البصري، وسعيد بن المسيب، وسفيان الثوري إلى أن مس الذكر لا ينقض الوضوء سواء كان ذلك ذكر الماس أو غيره، مستدلين بحديث النبي ﷺ:

«وَهَلْ هُوَ إِلَّا مُضْغَةٌ مِنْهُ؟» (رواه الترمذي).

وهو أيضًا مذهب كبار الصحابة كعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي الدرداء، وغيرهم، كما حكاه الإمام العيني في البناية شرح الهداية.

مع ذلك، استحب الحنفية غسل اليد بعد مسّ الذكر، دون أن يوجبوا الوضوء، وقال الإمام الحصكفي:

“لا ينقضه مسّ الذكر، لكن يُستحب غسل اليد”.

وقد اتفق معهم المالكية في أحد القولين داخل المذهب، حيث قال الإمام الحطاب في مواهب الجليل:

“إذا مس ذكر غيره، أو ذكر صبي، أو فرج صبية، ففيه قولان في المذهب”.

وأيضًا نُقل عن الشافعية وجهٌ بعدم نقض الوضوء بمسّ عورة الطفل، خاصة إذا كان المسّ بغير شهوة، كما جاء في حاشية الشربيني.

أما الحنابلة، فقد أورد ابن قدامة عن الإمام أحمد رواية توافق الزهري والأوزاعي بعدم نقض الوضوء بمسّ ذكر الصغير، معللين بأنه يجوز النظر إليه ولمسه، بخلاف الكبير.

ثالثًا: مسّ حلقة الدبر

أما مسّ حلقة الدبر، فقد نصّ على عدم نقض الوضوء به الحنفية، والمالكية، والشافعية في القول القديم، حيث اعتبروه غير موجب للوضوء.
قال ابن نجيم في البحر الرائق:

“لا ينقض الوضوء مسّ الذكر وكذا مسّ الدبر”.

تم نسخ الرابط